أبدت السلطات الروسية مخاوف متزايدة من احتمالات إفشال ندوة "جنيف 2" التي تراهن عليها موسكووالولاياتالمتحدة من أجل إنهاء الأزمة السياسية والأمنية في سوريا. وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده لاحظت وجود محاولات لتشويه مضمون المبادرة الروسية الأمريكية لعقد مؤتمر "جنيف 2" حول سوريا والسعي من أجل إفشالها. وأوضح لافروف في ختام مباحثات وزراء خارجية ودفاع روسيا واليابان وفق صيغة "2 + 2" بالعاصمة اليابانية أن "الهدف الأهم للمجتمع الدولي على المسار السوري ككل هو عقد مؤتمر "جنيف 2" في أسرع وقت ممكن. ولكنه شدد التأكيد على وجود ألاعيب كثيرة تتم حاليا بهدف إجهاض المبادرة في مهدها سواء بإفشال عقدها أو تشويه مضمونها وتوجيهها. وتزامن كشف وزير الخارجية الروسي عن هذه الحقائق في وقت مازالت فيه المعارضة السورية لم تحسم في مسألة مشاركتها في هذا المؤتمر الذي يبقى بمثابة لقاء الفرصة الأخيرة لإنهاء مأساة الشعب السوري وربطت مشاركتها بمستقبل الرئيس بشار الأسد الذي تصر على رحيله كنتيجة تلقائية لهذه الندوة. وفي هذا السياق، كشف سمير نشار عضو الائتلاف المعارض أن بقاء الرئيس السوري في منصبه "لا يزال هو العقبة الأبرز" على طريق مشاركة المعارضة في "جنيف 2". وقال إنه "إذا لم يكن هناك نص واضح يبين دور الأسد فإننا لن نشارك في هذه الندوة وإن كان ربط الموقف النهائي بما ستقرره الهيئة العامة لائتلاف المعارضة التي ستجتمع السبت القادم لتحديد الموقف النهائي من المؤتمر بشكل واضح وصريح". وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، قد عقد لقاءات قبل الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي انطلقت أشغاله، أمس، بمقر الجامعة العربية لبحث الأزمة السورية شملت وفدا من المعارضة السورية برئاسة أحمد جربا رئيس الائتلاف السوري المعارض. وتشدد المعارضة السورية على موقفها الرافض لمشاركة الرئيس السوري في هذه الندوة في وقت توجه فيه وزير الخارجية الامريكي، اليوم، إلى الرياض لإقناع السلطات السعودية بالجوانب الايجابية من عقد هذه الندوة على اعتبار أنها تبقى الملاذ الأخير لإنهاء مأساة حصدت أرواح أكثر من 120 ألف سوري. ومازالت العربية السعودية تبدي تحفظات من لقاء جنيف المرتقب خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر بمبرر أنه لن يوقف القوات النظامية السورية عن قتل المدنيين السوريين وأبدت امتعاضا متزايدا من الموقف الامريكي لأن الولاياتالمتحدة لم تتدخل عسكريا ضد النظام السوري وراحت تؤيد بدلا عن ذلك عقد هذه الندوة لأنها تخدم نظاما تعتقد انه يد إيران في المنطقة العربية.