قرر المخرج جون آيرفن أن يميط اللثام سينمائيا عن جانب ليس معروفا من حياة نلسن مانديلا، بفيلم يتناول الفترة التي قضاها القائد الجنوب إفريقي مقاتلا في حركة الكفاح المسلح ضد النظام العنصري. وكان آيرفن أخرج رواية جون لو كاريه “السمكري، الخياط، الجندي، الجاسوس”، التي أصبحت من أشهر الأعمال الكلاسيكية في السينما البريطانية، وبعد أكثر من ثلاثة عقود يريد آيرفن أن يسجل سينمائيا قصة حياة أخرى عاشت في الظل، هي حياة مانديلا حين كان مغوارا يحمل السلاح ضد نظام الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا. وأعلن آيرفن أنه سيُخرج عملا دراميا وثائقيا، يتضمن معلومات جديدة عن “أوديسا” مانديلا عبر القارة الإفريقية، وتدريبه العسكري على السلاح واستعداده لقتل من يدافع عن نظام الفصل العنصري. كما يهدف الفيلم إلى تسليط الضوء على سر المسدس الذي يُقال إن إمبراطور إثيوبيا هيلاسي لاسي، أهداه إلى مانديلا، واختفى بلا أثر طيلة 50 عاما. وقال آيرفن إن فكرة فيلم “مسدس مانديلا” وهو إنتاج بريطاني جنوب إفريقي مشترك خطرت له خلال مأدبة عشاء في سفارة جنوب إفريقيا في لندن، سمع خلالها عن مسدس مانديلا سوفيتي الصنع من طراز مكاروف ومحاولة العثور على هذه القطعة التاريخية، التي تُعتبر أول سلاح في الحرب ضد حكم الأقلية البيضاء، ويُعتقد أن المسدس أُخفي بدفنه في مزرعة قرب مدينة جوهانسبرغ. ونقلت صحيفة الغاردين عن آيرفن أنه عرض “بكل تواضع” على محدثيه الجنوب إفريقيين خلال عشاء السفارة، مساعدته في العثور على المسدس. وقال لاحقا في مؤتمر صحفي إنه لن يكشف نتيجة البحث عن المسدس، ويتعين مشاهدة الفيلم، “لكنها قصة هائلة بتشعبات كبيرة، وأعتقد أن التاريخ الذي تكشف عنه ملحمة حقيقية”. وكان مانديلا طاف إفريقيا باسم مستعار أوائل عام 1962، وتلقّى تدريبا عسكريا في المغرب وإثيوبيا. ويتذكر مانديلا في سيرة حياته تدريبه على استخدام السلاح وصنع عبوات ناسفة وألغام صغيرة، كما زار بريطانيا في العام نفسه بهدف تحشيد الدعم للكفاح المسلح ضد النظام العنصري. وفي جويلية عام 1962 عاد إلى جنوب إفريقيا؛ حيث اعتُقل بعد شهر في حاجز تفتيش لشرطة النظام، ثم سُجن نحو 30 عاما في جزيرة روبن.