يقترح الديوان الوطني للثقافة والإعلام على هواة الفن السابع العالمي فيلم ''أنفيكتوس'' للمخرج كلينت ايستوود، وذلك بعد أن عرض قبل أيام الجزء السابع من سلسلة أفلام ''هاري بوتر''، ويأتي عرض هذا الفيلم الذي أبدع فيه كلّ من مورغان فريمان ومات دامون في سياق مسعى الديوان لعرض كلّ ما هو جديد في المشهد السينمائي العالمي. الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية للقائد نيلسون مانديلا، وكيف انضم إلى قوات الجيش في جنوب أفريقيا وساهم بتوحيد بلاده بالرياضة، عندما رسم المخرج كلينت إيستوود بورتري رائعاً وإنسانياً لنيلسون مانديلا، من خلال مباراة في ''الروغبي'' محيّرة للزعيم الجنوب إفريقي في أوّل مواجهة له، كرئيس عام 1995 مع ذكريات عن الصراع العنصري في بلاد تعاني الفقر والجريمة وانعدام الثقة بين السود والبيض. ويدور الفيلم -الذي كتب سيناريوه المؤلّف الجنوب إفريقي أنتوني بيكهام استناداً إلى رواية ''ملاعبة العدو'' لجون كارلين-، حول جهود نيلسون مانديلا الذي قام في 1995 بالاستفادة من مباريات كأس العالم لرياضة الروغبي ليعيد بناء الوحدة الوطنية لبلاده، بعد حقبة الفصل العنصري بينما كانت جنوب إفريقيا تستضيف كأس العالم للروغبي التي فازت بلقبها في نهاية المطاف. وقام استوود قبيل إخراج الفيلم باستشارة هذا الزعيم التاريخي الجنوب إفريقي حول عملية اختيار الممثلين، لا سيما شخصيته، وكان ردّه ايجابياً حول الممثل مورغان فريمان الذي قام بتجسيد شخصيته خاصة أنّ بين مانديلا ومورغان احتراماً متبادلاً، إذ ثمة نقاط عدّة مشتركة من شأنها تسهيل مهمة الممثل الأمريكي الذي يريد عبر دوره أن يكون مثل مانديلا بالفعل. ويقوم فريمان بدور مانديلا الذي تشكل علاقته بقائد المنتخب الأبيض فرنسوا بينار (الذي يؤدّي دوره ديمون) نواة الفيلم، وتحقّقت أمنية فريمان بتجسيد شخصية الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا في الفيلم الذي يطلّ من خلاله على جانب آخر من حياة مانديلا في صراعه ضدّ التمييز العنصري الذي ساد جنوب أفريقيا منذ 500 سنة، أي من أيام احتلال الإمبراطورية البرتغالية لإفريقيا وحتى خروج مانديلا من سجن جزيرة روبن عام 1990 بعد 27 سنة من الأسر. ''إنفيكتوس'' يتوقّف عند خروج مانديلا من السجن وانتخابه كأوّل رئيس أسود لجنوب أفريقيا في 10 ماي 1994 بعد فوز حزبه ''المؤتمر الوطني الافريقي'' بأغلبية ساحقة في أوّل انتخابات متعدّدة الأعراق، ويصوّر محاولته لاستخدام لعبة الروغبي والرياضة كلغة عالمية مضادة للغة التمييز العنصري والعنف في بلد خارج للتو من أتون اقتتال عنصري. ولأنّ الاختيار وقع على جنوب إفريقيا كي تستضيف اللعبة عام ,1995 في محاولة لجلب البيض والسود في مكان واحد تجمعهم لعبة رياضية بعد الفصل العنصري، فإنّ الفيلم يظهر كيف استثمر مانديلا هذا الحدث في مشروعه المناهض للعنصرية مع سرد استعادي سينمائي لمراحل من حياة المناضل الإفريقي. أمّا بالنسبة لبطل الفيلم مورغان فريمان فثمة قصة طويلة وراء تصوير وإنجاز هذا الفيلم ابتدأت من جوان 2006 عندما التقى بطل فيلم ''إصلاحية شاوشانك'' في بلدة صغيرة بالميسسبي، صدفةً بمؤلف سيرة روائية عن حياة مانديلا بعنوان ''ملاعب العدو''، وكان فريمان يتمنى لعب دور مانديلا منذ سنوات ولكنه لم يجد رواية تنفع للتحويل إلى فيلم. يقول الروائي جون كارلين متذكراً ''تُرجم ذاك اللقاء، بعد خمسة شهور حيث عقدنا اتفاقاً وحضر بعدها كاتب السيناريو لنجلس أسبوعاً من أجل تحويل الرواية إلى سيناريو، أعجب مورغان بالسيناريو كثيراً ليأخذ نسخة منه إلى صديقه كلينت ايستوود وشركة وارنر برذر ومن ثم تم توزيع الأدوار ليبدأ التصوير بداية 2009 متزامناً مع عام احتفالات العالم ببلوغ مانديلا التسعين سنة وإطلاق يوم ميلاد مانديلا كيوم عالمي من أجل الإنسانية تحت مسمى ''يوم مانديلا''. وللإشارة فإنّ فيلم ''أنفيكتوس'' نافس به النجم الأسمر مورغان فريمان على جائزة أفضل ممثل في أوسكار 2010 أمام كل من جيف بريدجز، وجورج كلوني، وكولين فيرث، وجيرني رينير، وهو من إنتاج شركة ''وارنر بروس'' وإخراج كلينت إيستوود، وتأليف أنطوني بيكهام. ويذكر أنّ ''أنفيكتوس'' ليس أوّل فيلم أمريكي عن سيرة ''مانديلا''؛ فقد سبقه فيلم ''وداعا بافانا'' الذي تناول نيلسون مانديلا خلال سنوات السجن الطويلة عبر حكاية سجين يسرد مذكراته التي يكون مانديلا محوراً رئيساً وبطلاً فيها.