تعرف تجارة مستحضرات التجميل، العطور، والشامبوهات رواجا كبيرا في الأسواق الشعبية بولاية سيدي بلعباس، حيث أضحت طاولاتها تنافس طاولات الملابس والفواكه، وما زاد من انتشارها الإقبال الكبير للمستهلكين على هذا النوع من السلع دون إدراك مصدرها، صلاحيتها وتأثيرها على الصحة عموما. المتجول بأسواق وسط المدينة، يلحظ الكم الهائل لهذه الطاولات التي تعرض ماركات عالمية لمختلف أنواع الماكياج ومواد التجميل وحتى العطور، ولكن معظمها منتهية الصلاحية، مقلدة، مغشوشة، ومجهولة المصدر.. يلجأ تجارها إلى جلب الزبائن من خلال إيهامهم أنها أصلية وبأسعار معقولة، الأمر الذي يفسر الإقبال الكبير عليها من فئة الفتيات، ضاربات عرض الحائط مقاييس الصحة والسلامة ومعايير الجودة، وهو ما يؤثر سلبا على صحتهن بعد استعمالها بشكل مستمر. وقد تباينت الآراء حول أسباب اقتناء هذه المواد، حيث عبّرت بعض الزبونات أنهن اعتدن استعمال هذه المستحضرات وأنهن لم تصادفن أي مشاكل تتعلق بالبشرة أو غيرها، كما أكدن أنهن على علم تام أنها مقلدة وغير أصلية لكن الحاجة دفعت بهن إلى التوجه إلى مثل هذه السلع كون السلع والمواد الأصلية غالية الثمن، وليست في متناول الجميع. من جهة أخرى، صرحت أخريات أنهن تفضلن عدم استعمالها أصلا، وعدم تعريض صحتهن للخطر، خاصة أنها تظل ساعات طوال تحت أشعة الشمس الحارقة، وهو ما يحولها إلى مواد سامة حتى وإن كانت أصلية. وفي ظل ضعف الثقافة الإستهلاكية، يجد التجار ضالتهم في ترويج سلعهم، حيث يلجأ البعض إلى تغيير قصاصات تواريخ الصلاحية وبلد الصنع للإحتيال على الزبائن، ومن تم عرضها على المستهلك بأسعار مغرية داخل السوق الموازية في ظل الغياب التام للرقابة. وتعمل الجمعيات الناشطة في مجال حماية المستهلك وكذا المختصين على توعية الناس بخطورة هذه المواد نظرا لصعوبة القضاء على الظاهرة، حيث يتم التركيز على تحسيس المستهلك بالدرجة الأولى. وفي هذا الصدد يؤكد الأطباء أن عددا من المريضات، خاصة ذوات الحساسية الجلدية المفرطة اللواتي استعملن بعض هذه المستحضرات التجميلية المقلدة أوالمنتهية الصلاحية ما تسبب لهن في تعقيدات صحية في بشرتهن ولسنوات عديدة، وأوصلتهن إلى أطباء الجلد وحتى عمليات جراحية في بعض الأحيان بعد ظهور أورام خبيثة بالجلد كان سببها على الأرجح مواد سامة احتوتها مستحضرات التجميل والعطور. وحيال تفشي هذه الظاهرة أصبح من الضروري تكثيف حملات المراقبة داخل هذه الأسواق الفوضوية للحد من الإحتيال الدائم الذي يتعرض له المواطن من قبل تجار همهم الوحيد هو الربح السريع على حساب صحته وسلامته، وكذا غلق الباب أمام الترويج للعطور وكل مستحضرات التجميل المقلدة المجهولة المصدر والتي تباع كسموم.