لم تفوت تشكيلة جمعية وهران، فرصة استقبالها لضيف الرابطة الاحترافية الثانية، فريق أمل بوسعادة، لتحقق هدفها في الحفاظ على مركز الوصافة، الذي تنفرد به منذ جولات، بعدما نالت ثلاث نقاط ثمينة بفضل فوز بأقل نتيجة (1/0) من تسجيل هداف الفريق بالغ سفيان، الذي رفع حصيلته الشخصية من الأهداف إلى خمسة. وكما جرت العادة في أغلب مواجهاتها التي خاضتها بمعقلها (ملعب الحبيب بوعقل)، فقد انتصرت الجمعية بشق الأنفس، حيث لم تستطع تجاوز عتبة الهدف الوحيد، ليبقى نقص فعالية الهجوم مشكلا أمام المدرب مواسة إلى إشعار آخر، وهو لا يزال يبرر ذلك بنقص خبرة لاعبيه الشباب، خاصة وأنه متمسك بالمراهنة عليهم، وبرهن على نهجه هذا عندما أقحم خمسة منهم دفعة واحدة تنشط في خطي الوسط والهجوم، ولم تخيب الظن، حيث سعت بكل جهدها لتبليل القميص، وإظهار أحقيتها بهذه الثقة في صورة لاعب الوسط، بلعالم، الذي ينتقل من تألق إلى آخر مع مرور الجولات ليؤكد بأنه مستقبل الفريق بحق. وفي غياب المهاجم القوي بن شعبان المصاب، الذي قد يمتد غيابه إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب، نشط الخط الأمامي الهداف بالغ رفقة الشباب عتي، بلقابلية وثابتي، وقد اجتهد هؤلاء قدر المستطاع حتى يصلوا إلى مرمى الحارس فرشيشي، لكن تحصن الضيوف حول منطقتهم وبأكبر عدد من اللاعبين عقد من مأموريتهم، وأخر فرحتهم بهدف السبق والانتصار معا إلى غاية الشوط الثاني، بعدما فشلوا في ترجمة ثلاث فرص سانحة: في الدقيقة 9 من بلقابلية، وعثماني في الدقيقة 39 وبالغ في الدقيقة 44. وبالمقابل، لم نسجل ولا لقطة واحدة للأمل، مما يدل على أن نهجه كان دفاعيا دون المبادرة بالهجوم، رغم توفره على لاعبين محنكين لكن المراهنة على نقطة التعادل، ربما هو ما كانت تصبو إليه كتيبة المدرب مناد سليم. ومادام الضغط يولد الانفجار كما يقول المثل، فقد فشل دفاع الفريق الضيف في تحمل مزيد من مشقة اللقاء، واستسلم للمنطق الهجومي للوهرانيين الذين توجوه بهدف الفوز في الدقيقة 65 بواسطة هدافهم بالغ بقذفة قوية وجميلة من خارج منطقة العمليات، وهو الهدف الذي أراح مدرب الفريق، كمال مواسة، الذي قضى شوطا أولا على الأعصاب بسبب سوء تركيز مهاجميه قبالة المرمى، خاصة بعدما وقف على مسلسل حقيقي لإهدار فرص تهديف أكيدة من قبل مهاجميه في الدقائق 66 من بلقابلية و72 و74 من بالغ وعثماني في الدقيقة ال76، ومثلما كان حال الشوط الأول، فإن الثاني منح فرصة واحدة كذلك لأمل بوسعادة جاءت من قذفة قوية من البديل بن قويدر في الدقيقة 68. وقد برر المدرب مناد سليم مردود فريقه، واعتماده على الدفاع بالرغبة في وضع حد لسلسلة التعثرات التي لازمت الأمل في الجولات الأخيرة: ”لقد احترمنا منافسنا كثيرا، ووقفت على فرق كبير بين ما سمعته وشاهدته اليوم عن أداء الجمعية، وهو ما يجعلني متحسرا على الأخطاء الدفاعية البدائية التي ارتكبها خط دفاعنا، ومكنت خصمنا من إيداع كرة هدف قاتل في مرمانا، حرمتنا من وضع حد لسلسة النتائج السلبية في المدة الأخيرة، وهذا سيدفعنا إلى مزيد من العمل حتى نحسن من أداء ونتائج الفريق معا، والحقيقة أنني لم أقف لحد الآن عند فريق كبير يستحق الترشيح للصعود”. أما التقني الوهراني، مواسة، وكعادته، انتقد لاعبيه على رعونتهم في تضييع الفرص المواتية للتسجيل: ”لقد كتب علينا أن نفوز بصعوبة، وكالمرات السابقة ضيعنا قتل المباراة في أكثر من مناسبة وبرعونة، بسبب نقص خبرة لاعبينا الشباب الذين ورغم ذلك أظهروا إمكانيات تبشر بخير ومستقبل كبيرين للجمعية، المهم أننا حققنا ثلاث نقاط وحافظنا على مركز المطاردة المباشرة، وعلى العموم أنا راض عن مردود فريقنا لحد الآن، ولقد باشرنا منذ لقاء بوسعادة في مرحلة ثانية من تخطيطنا لهذا الموسم وبهدف محدد نتمنى بلوغه”.