لا تزال بلدية باب الزوار بوسط العاصمة، تعيش نوعا من الانسداد بسبب الآثار السلبية التي تركها المجلس السابق، حيث لمسنا خلال زيارة ميدانية لهذه البلدية أن المواطن لايزال ينتظر تجسيد المشاريع المحلية التي وعد بها المنتخبون المحليون خلال هذه العهدة، فيما أكد رئيس المجلس الحالي، السيد العمري كرمية ل “المساء”، أنه يعمل على تسوية الوضعية من خلال ضمان الاستقرار داخل البلدية كخطة أولى، ثم الاهتمام بتجسيد انشغالات المواطن في المركز الثاني، علما أن كل المشاريع كانت متوقفة منذ 6 سنوات تقريبا. بالرغم من أن بلدية باب الزوار منطقة استراتيجية، لاحتوائها على منطقة نشاطات تتوفر على العديد من الفنادق الفخمة والمراكز التجارية، فهي بوابة العاصمة بالجهة الشرقية، بسبب محاذاتها لمطار هوراي بومدين الدولي وجامعة العلوم والتكنولوجيا، إلا أن سكان هذه البلدية لا يزالون يشتكون نقصا في عدة مشاريع في مختلف القطاعات والمجالات، ويطالبون بسد النقائص المسجلة في مشاريع التنمية المحلية.
البيئة أولى اهتمامات البلدية وحديث الساعة كشفت الزيارة الميدانية التي قادتنا إلى بلدية باب الزوار أن المجلس الحالي يعطي أهمية كبيرة لقطاع البيئة، حيث أننا وبالصدفة وجدنا رئيس البلدية، السيد العمري كرمية والوالي المنتدب في الميدان، وبالتحديد أمام سوق الجرف المعروف ب “سوق دبي”، وهي السوق الفوضوية التي قضت عليها السلطات المحلية ولم يبق منها سوى النفايات المتراكمة هنا وهناك، الأمر الذي جعل أعضاء المجلس يقترحون تحويلها إلى فضاء سياحي، حيث أكد رئيس البلدية أن الهدف من هذه المبادرة هو إزاحة النفايات المتراكمة في المكان وتنظيف الأحياء قصد الحفاظ على البيئة بالتعاون مع مؤسسة “تونيك” التي أوكلتها ولاية العاصمة، والعملية تجري بمساعدة أبناء الحي وجمعيات المجتمع المدني. من جهته، أوضح رئيس المشروع “تونيك” السيد لعريبي ل«المساء”، أن العملية انطلقت بالتنسيق مع مؤسسة رفع النفايات المنزلية ”ناتكوم” ومديرية التطهير والطرق “أسروت”، مؤسسة الإنارة العمومية “إيرما”، ولاية الجزائر العاصمة، مديرية البيئة وبلدية باب الزوار، تحت شعار “الحي الجميل”، واختير حي رابية طاهر كنموذج لتطبيق مشرع النظافة من خلال تحسيس المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة.
الأسواق الجوارية مطلب هام والسلطات تعد بالحل ونحن نتجول ببلدية باب الزوار، وبالتحديد بسوق دبي، التقينا بمجموعة من الشباب البطال، فاغتنموا الفرصة للحديث معنا عن غياب البديل بعد إزالة هذه السوق الكبيرة، حيث أشار أحدهم، كان يعمل سابقا بالسوق، إلى السلطات قضت على نشاطهم بإزالتها وعدم تعويضهم بمكان آخر يعملون فيه، حيث طالب هؤلاء السلطات المحلية بضرورة الالتفات إلى المشكل، وفي هذا الإطار أوضح لنا السيد العمري كرمية أن أعضاء المجلس يعكفون على إعداد دراسات تخص إنجاز الأسواق الجوارية، مشيرا إلى أن ميزانية البلدية المقدرة ب 200 مليار سنتيم خصصت منها مبالغ لبعض المشاريع التي هي في طور الإنجاز، وأخرى قيد الدراسة، مع الإشارة إلى أن المجلس السابق وعد بوضع برنامج للقضاء على الأسواق الموازية بالعاصمة من خلال استلام مصالحه 3 أسواق جوارية جديدة موزعة عبر حي إسماعيل يفصح الذي من المفترض أن يضم سوقا جوارية والسوقين المتبقيتين متواجدتين بحي الجرف، وأخرى بحي 8 ماي 1945، إلى جانب توسيع سوق حي 5 جويلية، كما أعلن عن مشاريع أخرى من شأنها تنظيم قطاع التجارة وتوفير العديد من مناصب العمل للبطالين من أبناء البلدية، مؤكدا أن المشروع بقي مجرد حبر على ورق، على أمل أن يقوم المجلس الحالي بحل مناسب في أقرب وقت ممكن.
المرافق الرياضية وتوسيع مقر البلدية ضروري كما وقفنا أيضا خلال زيارتنا الميدانية على النقص الكبير الذي تسجله البلدية فيما يخص المساحات الخضراء، مرافق الترفيه وكذا الملاعب الجوارية، حيث أكد بعض المواطنين الذين التقيناهم أمام مقر البلدية عن تأسفهم من افتقار بلديتهم للمرافق الحيوية الهامة التي تعتبر متنفسا للشباب والأطفال، وفضاء للترفيه وقضاء أوقات فراغهم، موضحين في نفس الوقت أن المرافق التي تتوفر عليها البلدية جد مهترئة وطاقتها لا تستوعب كل شباب البلدية، وهو الأمر الذي أكده ل “المساء” نائب الرئيس المكلف بالشؤون الاجتماعية، السيد بن شقال عبد القادر، موضحا أن رياضة الكرة الحديدية على سبيل المثال تعد الأكثر استقطابا من طرف شباب المنطقة، ولابد من أحياء هذه الرياضة من جديد من خلال فتح ميدان خاص لممارسة هذه اللعبة، إضافة للملاعب الجوارية وإعطاء أهمية كبيرة للمسبح الأولمبي الموجود بالمنطقة، مشيرا إلى أن بلدية باب الزوار عرفت في الآونة الأخيرة نموا ديمغرافيا كبيرا وتوسعا لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار، كما أوضح من جهة أخرى أن مقر البلدية سيعرف توسعا، والمشروع يسير بخطى ثابتة لضمان الخدمة للمواطن.