أكد مختصون أن داء السكري بات يمثل تهديدا حقيقيا للصحة العمومية بالجزائر، أكثر من ذي قبل، خاصة وأن الأرقام تشير إلى تزايد نسبة المصابين بهذا الداء السنة تلو الأخرى، ناهيك عن تعقيداته الخطيرة المؤثرة بشكل سلبي على الحياة الاجتماعية. وأشاروا إلى تعرض 200 ألف مصاب بالسكري لبتر الساق سنويا بسبب قرحة قدم السكري، ودعوا إلى وضع استراتيجية وطنية للتثقيف العلاجي لصالح المصابين بهدف تحسين نوعية حياتهم. عقدت مخابر لاد فارما لتطوير الصناعة الصيدلانية، بالتنسيق مع الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري، أمس، بالاوراسي، ملتقى طبيا حول قرحة قدم السكري التي عادة ما تؤدي إلى بتر قدم المريض. وكشف البروفيسور سمير جوكدار، رئيس مصلحة الحروق بمستشفى الدويرة خلال مداخلته بأن المعتقدات الخاطئة لعدد كبير من المرضى حول مرضهم والتردد بين المصالح الطبية لأخذ أكثر من رأي طبي زاد من حدّة المضاعفات، وأكد أهمية التكفل الطبي متعدد التخصصات خاصة أن المضاعفات تمس القدم والعين والكلى وغيرها من الأعضاء. ويعاني ما بين 5 إلى 10 بالمائة من مرضى السكري من تعفن القدم، أو ما يسمى طبيا قرحة القدم السكري، وتشير آخر الإحصاءات إلى أن ما بين 6 و8 بالمائة من المرضى يتعرّضون لبتر أرجلهم في مرحلة متقدمة من التعّفن.في السياق، أشارت البروفسور فوزية صقال من مستشفى لمين دباغين خلال الملتقى، إلى أنه يتم سنويا بتر أصابع أو أجزاء من قدم المريض سنويا إلى جانب بتر كلي لأقدام 200 ألف مريض، وشددت المختصة على أهمية وضع إجراءات علاجية وقائية لإنقاذ مريض السكري من المضاعفات، وتقصد بذلك التحسيس واسع النطاق ونشر الثقافة العلاجية الذاتية للمرضى. ودعت بالمناسبة الجمعيات إلى الرمي بثقلها في هذا المجال، بهدف تحسين نوعية حياة المرضى صحيا واجتماعيا، علما أن بتر قدم مريض السكري يكلف 3000 أورو، وهي تكلفة ثقيلة تجمع ما بين العلاجات إلى البتر ومن ثم تركيب الرجل الاصطناعية.وأشار المختصون إلى فعالية دواء ”هيبربروت.بي 75”، الذي تستورده مخابر لاد فارما وهو مرخّص من قبل وزارة الصحة، ضمن علاج المرضى الخاضعين للاستشفاء وله آثار إيجابية على نوعية علاج قرحة قدم السكري وبالتالي تفادي عملية البتر. هنا تؤكد المعطيات أنه بفضل استعمال هذا الدواء تم في ظرف أقل من 15 شهرا، إنقاذ 700 قدم من البتر، وكذا تجنيب 3000 مصاب بالسكري من الإصابة بقرحة القدم”.وهو الدواء الذي أكد السيد جبار، مدير مخابر لاد فارما، بشأنه أنهم يسعون لضمان إنتاجه بالوطن عن قريب، فيما طالبت الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري ”بتوفير هذا الدواء على نطاق واسع بالجزائر لضمان تكفل أحسن ونوعي بمرضى السكري”، حسب رئيسها نور الدين بوستة.