يهدد مرض السكري، أقدام ما لا يقل عن 003 ألف مريض جزائري بالبتر بسبب مضاعفاته في حال تقاعس المرضى عن العلاج، حسب السيد نورالدين بوستة رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات مرضى السكري. أشار البروفيسور بوخاتم، اختصاصي في داء السكري من المستشفى الجامعي للبليدة، في تصريح ل ''الخبر''، أن 25بالمائة من أصل 3 ملايين مصاب بالسكري تحصيهم الجزائر يعانون من تقرحات على مستوى القدم، وأن 10 بالمائة من ذات النسبة أو ما يمثله 300 ألف مريض بالسكري تبتر سيقانهم بسبب حدة تلك التقرحات وبلوغها مرحلة التعفّن''. مضيفا أن عددا كبيرا من المرضى يصل مرحلة بتر القدمين معا في حالة المضاعفات الخطيرة''. كما أكد ذات الاختصاصي على عدم لجوء الطبيب إلى البتر ما لم يقم بتصوير بالأشعة على أوعية وشرايين القدم، ومعاينة إمكانية تقويمها لاتقاء البتر. من جهته، أكد الدكتور عويش، اختصاصي في داء السكري بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن 50 بالمائة من معاينات مرضى السكري بالمصلحة تتعلق بفحص قدم المريض وأن 85 بالمائة ممن تعرّضوا للبتر عانوا من قرحة قدم السكري. ولتفادي بتر قدم مريض السكري، طالب السيد بوستة نورالدين، رئيس الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري، بتعميم استعمال دواء ''هيبربروت'' الذي يعمل على التئام جروح القدم على جميع المستشفيات حتى يتسنى لكل مريض الاستفادة منه، خاصة وأن وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات أدرجته ضمن قائمة الأدوية التي يتم التعامل بها في الأوساط الاستشفائية فقط، لكن عدم استفادة كل مستشفيات الوطن من ذات الدواء حرم مجموع المرضى منه. كما أشار، من جهته، الرئيس العام لمجمع ''لادفارما'' الدكتور جبار عبد القادر، أن المخبر سيشرع في إنتاج ذات الدواء محليا قبل نهاية السنة الحالية. علما أنه ينتج حاليا بكوبا. مضيفا أن ذلك سيساهم في تعميمه عبر مختلف المستشفيات. وعن واقع مرضى السكري بالجزائر، أشار رئيس الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري، إلى قضية حرمان 25 بالمائة منهم من التأمين، وهو ما يعني، حسبه، حرمانهم كذلك من الأدوية ''لأن هؤلاء المرضى غير المؤمّنين ينتمون عادة للفئات الفقيرة، مما يفسّر عدم قدرتهم على دفع مصاريف الأدوية''. وفي المقابل، يضيف بوستة ''يلجأ هؤلاء إلى الطب البديل رغم أن داء السكري مرض عضوي لا يعالج بالأعشاب وكل من يدّعي ذلك فهو مشعوذ'' يقول بوستة. كما أشار إلى ''أن مئات الأطفال المصابين بالسكري هجروا مقاعد الدراسة لأن آباءهم غير مؤمّنين. وبالتالي فهم مخيّرين بين توفير الدواء لأبنائهم أو التكفل بمصاريف تمدرسهم لترجيح كفة اقتناء الأدوية بطبيعة الحال''. مطالبا بالتالي تزويد هؤلاء الصغار ببطاقات تمكّنهم من اقتناء أدويتهم دون أن يؤثر عدم استفادة آبائهم من التأمين على الوضع. حيث قال ''ما ذنب الصغير المريض بالسكري إذا كان آباءهم غير مؤمّنين اجتماعيا''.