أكدت مصادر أمنية ليبية، أن الرقم الثاني في جهاز المخابرات الليبي مصطفى نوح، اختُطف صباح أمس من طرف مجهولين بالعاصمة طرابلس. وأضافت أن نوح اختُطف ساعات فقط بعد عودته من زيارة قام بها إلى الخارج، دون أن تحدد الجهة الخاطفة ولا البلد الذي قدِم منه. وجاء اختطاف نائب مدير جهاز الاستعلامات الليبية المنحدر من مدينة مصراتة، يومين بعد المواجهات الدامية التي عرفتها العاصمة الليبية طرابلس خلال اليومين الأخيرين. ويُعد نوح ثاني أكبر مسؤول ليبي يتم اختطافه خلال أسابيع بعد اختطاف رئيس الوزراء علي زيدان من طرف مسلحين، قبل أن يتم إطلاق سراحه ساعات بعد ذلك ضمن مسلسل الانفلات الأمني الذي تعرفه ليبيا. وتأتي هذه العملية في نفس اليوم الذي شُلّت مظاهر الحياة في العاصمة الليبية طرابلس، بعد أن لبّى سكانها نداء لشن إضراب عام؛ احتجاجا على المجزرة الأخيرة التي خلّفت مصرع 43 ليبيا ومئات المصابين في اشتباكات لم يسبق لليبيا أن عرفتها منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي. وبقيت واجهات المحلات والإدارات في العاصمة طرابلس، موصدة في نفس الوقت الذي توقفت حركة السير. وقاطع المواطنون أماكن عملهم والتلاميذ مقاعد مدارسهم والطلبة جامعاتهم؛ احتجاجا على تلك المواجهات الدامية. ويُنتظر أن يتواصل مثل هذا المشهد إلى غاية غد الثلاثاء؛ في رسالة قوية أراد المضربون أن يؤكدوا لكل المليشيات أنهم سئموا العيش تحت سلطانها، وأنهم يرغبون في عدم تكرار تلك المشاهد المرعبة التي عايشوا أطوارها منذ مساء الجمعة. وكانت الحكومة الليبية أعلنت الحداد ثلاثة أيام على أرواح ضحايا المواجهات التي اندلعت فجأة، بعد أن فتح عناصر إحدى المليشيات المسلحة نيران أسلحتهم على متظاهرين سلميين، طالبوا فقط برحيل كل المليشيات المسلحة من العاصمة طرابلس. ولم يقتصر الإضراب فقط على العاصمة طرابلس، ولكنه شمل أيضا ضاحيتيها الشرقية في فشلوم، وتاجوراء وجنزور في غربها. وكان سادات البدري رئيس المجلس المحلي للعاصمة طرابلس، أصر على شن هذا الإضراب الاحتجاجي وإعلان العصيان المدني إلى غاية مغادرة كل المليشيات لمدينة طرابلس. ولأجل ذلك، شرع أعيان مدن مصراتة وطرابلس وتاجوراء وجبل نفوسة، في اجتماعات ماراطونية ضمن مساع حثيثة لتسوية الوضع الأمني المنزلق. وفي محاولة منها لمنع تكرار ما حدث، فرضت غرفة عمليات ثوار ليبيا التابعة للبرلمان الليبي، حالة الطوارئ؛ بهدف السيطرة على الأوضاع المتفجرة في منطقة "غرغور"، وحفاظا على حياة المدنيين من الأطفال والنساء، وحقنا لدمائهم، خاصة في مواقع التوتر". وأكدت اللجنة أن "الثوار وبالتعاون مع الجيش الليبي ومؤسسات المجتمع المدني والمجالس المحلية والحكماء، يسعون لفرض الأمن وتقديم الجناة للعدالة في أسرع وقت". وفي إطار إجراءات التهدئة، انسحب أمس عناصر المليشيا المسلحة في منطقة "غرغور"، التي تسببت في أحداث بداية الأسبوع، تم من خلالها إخلاء كل المقرات التي كانوا يحتلونها في هذا الحي. وكانت قوات "درع ليبيا الوسطى" أعلنت سيطرتها على منطقة "غرغور"، واعتبارها منطقة عسكرية إلى حين وضع آلية لتسليمها لمؤسسات الدولة. ودعت رابطة علماء ليبيا الكتائب العسكرية في طرابلس، إلى الامتثال لقرار البرلمان بشأن إخلاء طرابلس من كل مظاهر التسلح المسلحة، وحمّلت الجيش الليبي "مسؤولية تنفيذ هذا القرار وحماية المناطق السكنية والمواطنين من "بطش الكتائب".