"تاجوراء" تتعرض لقصف وحصار من قبل مقاتلي "مصراتة" - تضارب في عدد قتلى المواجهات ومصادر طبية تتحدث عن 45 قتيلا و400 جريح - المجلس المحلي بطرابلس يطلق نداءات استغاثة للتبرع بالدم انفجر الوضع الأمني في ليبيا وعادت أجواء الحرب بشكل غير مسبوق، حيث كشف ممثل مدينة تاجوراء الليبية أن المدينة تتعرض للقصف وحصار من قبل ميليشيات مصراتة، التي تزحف على العاصمة طرابلس. وناشد ممثل مدينة مصراتة في البرلمان الليبي، الحكومة لتتدخل وتوقف تقدم قوات مصراتة نحو العاصمة. وقال المتحدث في مؤتمر صحافي عقد أمس، إن سكان تاجوراء وقواتها حاولوا إقناع ميليشيات مصراتة بالتوقف عن الزحف نحو العاصمة، لكن الجواب كان قصف المدينة وحصار أهلها. وتحدثت مصادر عن اندلاع اشتباكات أمس، بين كتائب مصراتة وتاجوراء في مدخل طرابلس الشرقي. وسبق ذلك تحذير من رئيس الوزراء الليبي، عندما قال إنه "يدعو كل العقلاء إلى منع دخول قوات من خارج طرابلس إلى العاصمة، لأن ذلك سيؤدي إلى مذبحة"، على حد قوله. وأوضح رئيس الوزراء الليبي علي زيدان أن "مجيء السلطة الجديدة في ليبيا تميز بغياب الجيش والشرطة، واليوم تقف الكتائب المسلحة في وجه محاولة بناء هذين الجهازين". وقال زيدان "قمنا بتكوين 20 ألف شرطي لكنهم لم يستطيعوا العمل في الميدان لأن مواطنين يعتدون عليهم ولا يحترمونهم". وأوردت مصادر طبية أن حصيلة المواجهات الدامية في العاصمة الليبية منذ الجمعة ارتفعت إلى45 قتيلا على الأقل و400 جريح، بينما اعترف حسب رئيس الوزراء الليبي بسقوط 34 قتيلا فقط. وهاجم مسلحون مقار إحدى الميليشيات في جنوب العاصمة الليبية طرابلس وأضرموا النار فيها، حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شاهد عيان قوله "دخل مسلحون من أهالي طرابلس حي غرغور. وأحرقوا كل الفيلات التي كانوا يحتلونها، أي أفراد الميليشيات، لمنعهم من العودة إليها.. وقد تحصن أغلب أفراد الميليشيات في فيلا واحدة، لكن الخناق يضيق عليهم". وفي الأثناء، قال أحد قادة كتائب "غرغور" إن المتظاهرين هم من بدأوا بإطلاق النار، وهو ما نفاه عدد من المتظاهرين الذين أكدوا سلمية مظاهرتهم وشرعية مطالبهم. ودعا الأئمة الخطباء خلال صلاة الجمعة ساكنة طرابلس بالخروج في مظاهرات سلمية للمطالبة بإخلاء المدينة من المظاهر المسلحة، واتفق الأئمة على التوجه إلى منطقة "غرغور" باعتبارها في وسط العاصمة، على أن تنطلق مظاهرات أخرى في الأيام القادمة لتتوجه إلى بقية التشكيلات المسلحة الموجودة على أطراف المدينة. وكان المجلس المحلي بطرابلس قد دعا هو الآخر لمظاهرات الجمعة بهدف إخراج كل التشكيلات المسلحة من العاصمة طرابلس. وبعد أن تجمع المتظاهرون توجهوا بالآلاف إلى "غرغور"، وقبل وصولهم المعسكر بدأ إطلاق النار عليهم فسقط عدد من الجرحى، وأصر المتظاهرون على موقفهم عازمين على إنهاء مهمتهم. وبعد أن وقع استهداف منازلهم بأعيرة نارية بادر عدد من سكان المنطقة بإخلاء منازلهم هربا من النيران. وأمام سقوط جرحى واشتداد المواجهات دعا رئيس المجلس المحلي بطرابلس السادات البدري المتظاهرين إلى التراجع حقنا للدماء، وبعد وقت قليل خاطب مفتي الديار الليبية الصادق الغرباني المتظاهرين طالبا منهم التراجع حقنا للدماء. وحاول بعض المسلحين اقتحام المعسكر الذي تتمركز به كتيبة مصراتة إلا أنه وقعت مواجهتهم بشدة. ويطالب المتظاهرون الذين توجهوا إلى "غرغور" أمس، بإخراج كتيبة مصراتة الموجودة بالمكان منذ تحرير طرابلس. من ناحية أخرى، وتوجه المجلس المحلي بطرابلس بنداءات استغاثة للتبرع بالدم نظرا لحاجة مستشفى طرابلس لها بسبب تزايد أعداد الجرحى في أحداث الجمعة. وكانت مواجهات شديدة وقعت قبل أسبوعين بمنطقتي سوق الجمعة وغرغور على خلفية وفاة آمر كتيبة نسور مصراتة متأثرا بجراحه في اشتباكات سابقة، ثم تدخلت المجالس المحلية ومجالس الحكماء لتطويق الأزمة، إلا أنه لم يقع تنفيذ قرار المؤتمر الوطني العام "البرلمان" القاضي بإخلاء العاصمة طرابلس من التشكيلات المسلحة.