أثارت التعليمة الوزارية الصادرة مؤخرا والموجهة إلى كل مديريات الصحة بالوطن والقاضية بإخراج كل الجمعيات الخيرية الناشطة في الحقل الصحي والمتخذة من المستشفيات والعيادات المتعددة الخدمات مقرا لها، ضجة كبيرة وسط المعنيين، ما حمل رؤساء تلك الجمعيات إلى الاحتجاج عبر رسائل مفتوحة موجهة إلى وزير الصحة يناشدونه العدول عن هذا القرار. وفي لقاء مع »المساء« أكد رؤساء جمعيات مرضى السكري، التبرع بالدم، التبرع بالأعضاء والإلتهابات الكبدية بولايتي الجزائر وبومرداس رفضهم للقرار رقم 218 الصادر في مارس 2008 الموجه من وزارة الصحة إلى مدراء الصحة بولايات الوطن يأمر بإتخاذ الاجراءات اللازمة لإخراج الجمعيات الصحية من المستشفيات والعيادات المتعددة الخدمات ومغادرة تلك المقرات دون اقتراح البديل، بحجج اعتبرها هذه الجمعيات واهية، منها توسيع مقرات العيادات وعدم التشويش على العمل الطبي وراحة المرضى! واعتبر المتحدثون عملهم التطوعي خيري بحث يصب في صالح المرضى، فكيف يمكن القول بأن مثل هذا العمل الخيري قد يشوش على راحة المريض، يتساءل السيد جمعون رئيس الجمعية الوطنية للتبرع بالأعضاء وجمعية المتبرعين بالدم لبومرداس مضيفا أنه من غير المعقول أن يتم اخراج الجمعيات من المستشفيات في الوقت الذي تفتقد فيه هذه المؤسسات إلى هياكل منظمة تسمح بتوفير الدم مثلا أو الأدوية لبعض الأمراض المزمنة فهل من واجب المريض أو أحد أفراد عائلته التوجه اعتباطيا لطلب قطرة الدم من المواطنين بصفة عاجلة لانقاذ حياة المريض، أو أن يتوجه إلى الجمعية المتخصصة التي تملك سجلا بأسماء المتبرعين وفئة دمهم وعلى الفور تتصل بهم؟! أو على المريض المعوز أن يطوف بحثا عن المحسنين لمساعدته في اقتناء الانسولين أو الفونتولين أو الأنترفيران بغيلي التي تشهد انقطاعات متكررة حتى لدى الصيدليات والمستشفيات، أو أن يتصل بالجمعيات المعنية التي بفضل تبرعات المحسنين وعلاقاتها بهم يمكنها تقديم يد العون! فأين المنطقي في مثل هذا الإجراء؟! يتساءل المتحدثون مؤكدين أن دور الجمعيات كذلك هو تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية حتى بالمستشفيات والعيادات الطبية للوقاية من الأمراض وطرق تجنبها. وما أثار حفيظة رؤساء تلك الجمعيات كذلك أن الجهة المسؤولة عن اتخاذ هذا القرار لم تقدم أي بديل للجمعيات مقابل إخلاء تلك المقرات مثل تخصيص مساحات أخرى تنقل إليها البناءات الجاهزة لبعض الجمعيات أو توفير مقرات أخرى بديلة. وكانت مديريات الصحة والسكان قد راسلت في 28 مارس 2008 كل الجمعيات التي تتواجد بالمستشفيات والعيادات متعددة الخدمات لاخلاء مقراتها وهي المراسلة التي بعث منها نسخا لدواوين الولاة ومفتشيات الصحة على مستوى المديريات الولائية بعد قرار اتخذته مديرية الصحة والسكان بالوزارة الوصية، ولم تتمكن »المساء« رغم اتصالاتها المتكررة من الحديث إلى المعنيين لإثراء الموضوع.