لا تزال عدة بلديات بغرب العاصمة، تسجل عدة نقائص أثرت على الإطار المعيشي للسكان، خاصة ما يتعلق بتهيئة وصيانة الطرق المتهرئة، حيث أكدت لنا الجولة الاستطلاعية نحو بعض الأحياء، لثلاث بلديات أن اهتراء الطرق أصبح نقطة سوداء بمعظم هذه الأحياء، وهو الأمر الذي جعل المواطنين يطالبون السلطات المعنية بضرورة الإسراع في تطبيق مشاريع تخص تعبيد مختلف الطرق المهترئة. وقد وقفت «المساء» خلال زيارتها لبعض البلديات بغرب العاصمة على غرار الحمامات، عين البنيان وبولوغين، على وضعية الطرق التي تشهد حالة اهتراء، حيث اشتكى السكان في العديد من الأحياء من الطرق المتهرئة والمتآكلة، معرقلة بذلك حركة المرور، في غياب مشاريع الصيانة.
ورشات الأشغال المفتوحة تؤرق سكان بلدية عين البنيان الزائر هذه البلدية يلاحظ أن معظم الطرقات بها متهرئة ناهيك عن كثرة الحفر والمطبات، مما جعل أصحاب المركبات يجدون صعوبة كبيرة في التنقل عبّرها، فضلا عن الحوادث المتفاوتة الخطورة التي يتعرض لها أصحاب السيارات، على غرار طرقات حي بلاطو والطريق الوطني رقم 11 الذي يشهد حركة كبيرة للسيارات، مما جعل السكان ينتقدون وضعية طرقها التي شهدت حالة جدّ متدهورة خاصة في الفترة الأخيرة. ومن جهة أخرى، اعرب بعض المواطنين عن تخوفهم على سلامة حياتهم وحياة أولادهم من تصرفات بعض سائقي السيارات، الذين يعبرون الطرق بسرعة فائقة، مما دفع بعض قاطني أحياء البلدية إلى وضع عدة ممهلات أمام منازلهم، لتفادي مخاطر الطرق. وفي هذا الصدد، أوضح نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي المكلف بالبناء والتعمير السيد كمال عزو، ل «المساء»، أن هيئته عبدت عدة طرق بالبلدية، مشيرا إلى بعض الأحياء التي مستها أشغال الصيانة مؤخرا، على غرار طرق حي ناصر بوعلام بالواجهة البحرية وحي 11 ديسمبر، أما بالنسبة للطريق الوطني رقم 11 فيوضح السيد عزو، أن مشاريع تهيئة الطرق الرئيسية هي من صلاحية مصالح الأشغال العمومية. في حين، كشف نفس المسؤول عن بعض المشاريع المبرمجة لتزفيت الطرق ببعض الأحياء على غرار طريق حوش لحمر بحي بلاطو فضلا عن حي باستور، التي ستشهد عملية صيانة في أقرب الآجال، «لتي خصصنا لها ميزانية معتبرة». وفي سياق متصل، أرجع محدثنا سبب عدم التمكن من الحفاظ على الطرق الحضرية إلى مجموعة الأشغال التي تقام في كل مرة من طرف مؤسسات «سيال»، «أسروت» و «سونلغاز» مثل إعادة تهيئة قنوات الصرف الصحي وصيانة شبكة المياه المستعملة، الأمر الذي يتطلب وقتا لإعادة إصلاح الطرق بعد انتهاء الأشغال، وما يزيد من تعطيل الأشغال تساقط الأمطار، حيث يصعب تبليط الأرصفة في فصل الشتاء، وهو ما يستوجب الانتظار. أما فيما يخص الممهلات التي وضعت بشكل عشوائي من طرف السكان، فقد أضاف السيد عزو قائلا: «استنادا إلى تقرير لجنة المرور فإنه سيتم عن قريب نزع كل الممهلات التي وضعت عشوائيا في كل مكان، وحسب الدراسات المنجزة فإنه سيتم إعادة وضع الممهلات من جديد، لكن فقط في الأماكن المناسبة لها».
5 ملايير سنتيم لتهيئة طرق عدة أحياء ببولوغين كما اشتكى سكان عدة أحياء من وضعية الطرق المتدهورة وبالأخص طرقات حي «الطاحونتين» وحي «جاييس»، معبرين عن انتقادهم لهذا المشكل الذي بات يعرقل تنقلهم ويعيق سير مركباتهم، ناهيك عن الحفر المملوءة بالمياه مشكلة بذلك بركا موحلة كلما تساقطت الأمطار. ومن جهته، كشف السيد توفيق لوكال نائب المجلس الشعبي لبلدية بولوغين ل «المساء» عن مجموعة مشاريع لتزفيت الطرقات المتهرئة بالبلدية والتي ستنطلق عن قريب كتلك الموجودة بشارع عبد الرحمان ميرا، حي الطاحونتان، شارع محمد أوغيل وغيرها من المسالك الأخرى التي تشهد حالة متدهورة، حيث خصّصت بلدية بولوغين ميزانية تقدر ب 5 ملايير سنتيم لإصلاحها، تجاوبا مع انشغالات السكان وسعيا لتحسين إطارهم المعيشي. أما بالنسبة للممهلات التي وضعها السكان بصفة عشوائية، فأوضح محدثنا أن مصالح البلدية تقدمت باقتراحات إلى لجنة المرور بالدائرة وهي بدورها ستقرر النقاط التي يتم بها وضع هذه الممهلات، مشيرا إلى أن إنجاز الممهلات من طرف السكان ممنوع.
سكان بلدية الحمامات يشتكون من اهتراء الطرق كما لاحظنا خلال زيارتنا لبلدية الحمامات، أن معظم الطرق ببعض الأحياء على غرار حيي 240 مسكنا و600 مسكن، أن عبارة عن حفر ومطبات، لاسيما الطريق الرئيسي مما جعل السكان يطالبون السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل، قصد إصلاح الأعطاب التي لحقت بشبكة الطرق وشهدت تدهورا ملحوظا، خاصة خلال الفترة الأخيرة، إذ تتحول الطرق بمجرد تساقط كميات قليلة من الأمطار إلى برك ومستنقعات وأوحال، تعرقل حركة الراجلين والمركبات. ومن جهة أخرى، شدد سكان المنطقة على ضرورة تدخل السلطات المعنية لوضع ممهلات على طول الطريق الرئيسي، من أجل إرغام سائقي المركبات على تخفيف السرعة، حيث أبدى هؤلاء تخوفهم من الحوادث المحتملة، خاصة وأن الطريق يشهد حركة مرورية مكثفة، وأضافوا أن العديد من قاطني حي 240 مسكنا، يضطرون إلى اصطحاب أطفالهم بشكل يومي إلى مدارسهم خشية تعرضهم لحوادث الطرق، وبالأخص أمام مدرسة الإمام علي، التي تقع على مستوى الطريق الرئيسي. كما حمّل السكان؛ مسؤولية التدهور الذي تعرفه الطرق لمصالح البلدية التي تماطلت في تسجيل المشاريع وإعادة صيانتها، منتقدين العمليات الترقيعية التي تقوم بها البلدية في كل مرة، وللاستفسار أكثر عن الوضعية التي أضحت مصدر قلق المواطنين بالبلدية، اتصلنا بمصالح بلدية الحمامات غير أنها لم ترّد على مكالمتنا.