انتهت امتحانات شهادة البكالوريا أمس، وانتهت معها حالة الخوف والارتباك من أسئلة ومفاجآت الامتحانات التي رافقت شعور المترشحين طيلة الأيام التي امتحنوا فيها لتفسح المجال للقلق والترقب والأمل الذي سيعيشه المترشحون إلى غاية الإعلان عن النتائج يوم 10 جويلية القادم. اختلفت صورة المترشحين في البكالوريا الذين غادروا قاعات الامتحان أمس، عن تلك التي رأيناها في اليوم الأول من انطلاق الامتحانات في كل الشعب، فقد رسمت على وجوه التلاميذ الذين انتهوا من الامتحان سمات مختلفة فمنهم من كان في حالة تعب وإرهاق بعد سنة كاملة من المراجعة، المثابرة والسهر. ومنهم من كان في حالة غضب مما وصفوه بصعوبة الأسئلة، ومنهم أيضا من عبّر عن فرحته بانتهاء هذا الموعد الذي وصفوه بأصعب محطة في الدراسة، في الوقت الذي عبّر فيه البعض الآخر عن تواصل قلقه حيث لا يهدأ له بال إلاّ بعد الإعلان عن النتائج بعد شهر. المساء"، تنقلت أمس، إلى بعض ثانويات العاصمة لمعرفة رأي المترشحين وتقييمهم لخمسة أيام من الامتحانات وعادت بعدة آراء وانطباعات... كانت وجهتا في هذه الجولة الاستطلاعية ثانوية بوعتورة بالأبيار التي اجتاز بها تلاميذ شعب اللغات الأجنبية والتسيير وكذا الرياضيات الذين درسوا ضمن النظام التعليمي الجديد امتحان البكالوريا، والذين عبّروا لنا عن قلقهم من النتائج، فبمجرد وصولنا إلى الثانوية وتعرف المترشحون علينا بدأ العديد منهم في التعبير عن استيائهم.. فالعديد منهم كان في حالة غضب ومعنويات منحطة خاصة مترشحي الرياضيات البالغ عددهم 24 مترشحا والذين درسوا بثانوية عمارة رشيد بابن عكنون حيث أكدوا لنا أن كل الأسئلة التي وجهت لهم في كل المواد كانت صعبة ومعقدة ما عدا أسئلة اللغة الفرنسية التي كانت في متناول الجميع، حيث لم يتمكن العديد من المترشحين ورغم تمتعهم بمستوى دراسي مقبول وحصولهم على معدلات لا بأس بها خلال العام الدراسي، من الإجابة عليها. فمن جهته التلميذ "أيمن" في قسم الرياضيات، عبّر عن عدم رضاه عن أجوبته بسبب صعوبة الأسئلة، وأضاف أن السؤالين الاختياريين اللذين تحدثت عنهما وزارة التربية والتزمت بهما حقا لم يكونا فرصة إيجابية للمترشح لتدارك الضعف الذي يواجهه اتجاه سؤال معين ليختار سؤالا أخر باعتبار أن هذين السؤالين الاختياريين في بعض المواد كانا مقتبسين من نفس الدرس، وهو ما أثر على عدة مترشحين ممن لم يراجعوا ذلك الدرس حيث لم يتمكنوا من الاختيار بين السؤالين ووجدوا أنفسهم غير متمكنين من الإجابة على كلا السؤالين. أسئلة طويلة ومعقدة في شعبة الرياضيات كما اشتكى تلاميذ قسم الرياضيات من طول الأسئلة خاصة في بعض المواد الأساسية كالرياضيات، موضحين أن 30 دقيقة الإضافية التي منحت لهم للاختيار بين السؤالين غير كافية في الوقت الذي تتطلب فيه هذه المواد قراءة الأسئلة لأكثر من مرة للتمكن من اختيار السؤال المتحكم فيه للإجابة عليه. أما بعض المترشحين فعبّروا عن ارتياحهم لهذه المدة الإضافية المتمثلة في 30 دقيقة كونها تسمح لهم بقراءة السؤال لمرات عدة وفهمه جيدا قبل الشروع في الإجابة، كما يستغلها البعض الآخر للتأقلم مع الامتحان ونزع شعور الخوف والارتباك. سؤال الاقتصاد يفقد العديد 8 نقاط أما المترشحون في شعبة التسيير الذين إلتقيناهم بهذه الثانوية بعد خروجهم من امتحان الاقتصاد حيث كانوا يتبادلون أطراف الحديث عن طريقة الإجابة، فقد تحسر العديد منهم وتأسفوا لما وصفوه بالسؤال غير المفهوم الذي قدم لهم فيما يخص "شرح العناصر المحددة للسعر في السوق" حيث لم يفهم العديد منهم أن السؤال كان يقتضي تحديد كل العناصر المباشرة وغير المباشرة لذلك، ليكتفي البعض بتقديم إجابة عامة في حين الإجابة كانت تستدعي الإشارة إلى كل الجوانب مما جعل العديد منهم يفقد ثماني نقاط في هذه الإجابة، حسبما أكده أساتذة المادة بعد الاتصال بهم. مترشحون يطلبون توضيحات حول امتحان الإنجليزية أما بعض المترشحات الأحرار في النظام الجديد اللواتي أجرين امتحان البكالوريا بمركز عبتوت أحمد بالأبيار فقد عبّرن عن قلقهن من المشكل الذي وقع مع أسئلة اللغة الانجليزية، حيث طلب العديد من المترشحين بهذا المركز توضحيات بخصوص هذه المادة، علما أن أسئلة اللغة الانجليزية كان فيها خلط في ترتيب الأسئلة حيث اختلطت أسئلة النص الأول مع أسئلة النص الثاني، وللأسف أن بعض التلاميذ لم يتفطنوا لهذا المشكل وأجابوا بطريقة عشوائية، الأمر الذي جعل العديد ممن إلتقيناهم يطالب وزارة التربية إيجاد طريقة لحل المشكل خلال التصحيح، وبالرغم من ذلك أكد لنا بعض المترشحين أنهم حاولوا قدر الإمكان التحكم في أعصابهم حتى لا يؤثر هذا الخلل على معنوياتهم وينعكس عليهم خلال باقي الامتحانات. قلق وأمل عند الأولياء ولم تقتصر حالة التعب، القلق والتوتر على المترشحين بل لمسنها أيضا لدى الأولياء الذين رافقوا أبنائهم أو جاءوا للإطمئنان عليهم خلال مجريات الامتحان. فالسيدة نادية أم لأحد المترشحين قالت لنا وكلها أمل في أن ينال ابنها عدلان امتحان شهادة البكالوريا: "أن همها الوحيد هو أن ينجح ابنها الذي تعب كثيرا طيلة السنة الدراسية وسهر الليالي وسهرت هي معه ورافقته خلال كل محطاته الدراسية". واختلفت تصريحات المترشحين لهذه الامتحانات بين اليوم الأول واليوم الأخير، حيث عبر العديد من المترشحين في اليوم الأول عن ارتياحهم لأسئلة اللغة العربية التي كانت في متناول الجميع ليشتكوا بعدها مما أسموه بصعوبة أسئلة بقية المواد.. وأمام كل هذا يدعو الجميع المولى عزوجل أن يكافأوا على المجهودات التي بذلوها طيلة العام الدراسي. مثلما ختمت به المترشحة نوال قولها:"ألف مبروك لكل الناجحين مسبقا، وصحة وعافية للراسبين فالمهم الصحة لأن البكالوريا يمكن إعادتها في حالة الرسوب وفي الإعادة إفادة".