تدعمت مدينة سكيكدة مؤخرا، بأول قسم متخصص في تدريس الإعلام الآلي لفئة المعاقين بصريا على مستوى الولاية، حيث أشارت السيدة النمرة عياشي رئيسة الاتحاد الولائي للمكفوفين لولاية سكيكدة، إلى أن فتح هذا القسم كمرحلة أولى يعد أكبر تحد رفعته هذه الفئة من المجتمع التواقة إلى الولوج عالم التكنولوجيات، ومنه مواكبة التطور من بابه الواسع، متحدية بذلك الإعاقة... مضيفة أن هذه المبادرة تأتي بعد نجاح عملية فتح قسم متخصص في تعليم لغة “البراي” تم فتحه منذ فترة بمدينة الحروش، حيث ساهم بشكل كبير في تلقين هذه اللغة لعدد كبير من المكفوفين، خاصة الأطفال الصغار... وعن طريقة تدريس الإعلام الآلي لهذه الفئة، أشار نفس المصدر إلى أنها تعتمد على التقنية الصوتية “الجاوس13”، وهو برنامج يمكّن المكفوفين وضعاف البصر من استخدام الحاسوب الآلي إما عن طريق نطق محتويات الشاشة أو عرضها على لوحة مخصصة بطريقة ال “براي”، وبهذا يعتمد الكفيف على قراءة كل ما هو موجود في الشاشة عن طريق السمع باستعمال لوحة المفاتيح عوض “الفأرة”.. ورغم ضيق المقر مقارنة بعدد الراغبين في تعلم تقنيات استعمال الإعلام الآلي لهذه الفئة، خصص الاتحاد الولائي للمكفوفين للمتعلمين من مختلف الأعمار ومن الجنسين يومين في الأسبوع، بداية من الفترة المسائية، حيث يتم تكوينهم بطرق بيداغوجية حديثة، تشرف على هذه العملية مختصة ترافقها أخصائية نفسانية، أكدت على أهمية هذه العملية ومساهمتها في رفع معنويات المكفوف، مع تحسيسه بأنه إنسان عادي، وبإمكانه الاستمتاع بالتكنولوجيات الحديثة، مما يسمح له ولوج عالم الشغل من بابه الواسع في جميع الميادين، بما في ذلك ميدان الإعلام الآلي. أمنية رئيسة الاتحاد هي مساعدة هذه الفئة من خلال إنجاز مركز ثقافي مختص بهم، مناشدة والي الولاية التدخل بغية تقديم يد المساعدة من أجل تحقيق هذا “المشروع الحلم” الذي سيساهم عند تجسيده ميدانيا في إدماج فئة المكفوفين في الحياة العادية.