تبنى مركز التكوين المهني والتمهين الشهيد ''محمد تجويمات'' للمعوقين بقورصو ولاية بومرداس ضمن السنة التكوينية الجارية اختصاص الإعلام الآلي بتقنية البراي الخاص بالمكفوفين.هذا الاختصاص يجمع العشرات من الشباب المكفوف من كلا الجنسين مع آخر تقنيات الإبصار الالكتروني من خلال انخراطهم في دورات تعلم برامج الحاسوب والانترنيت. وأوضح أستاذ تخصص الإعلام الآلي بالبراي السيد منور خروبي ل ''المساء'' ان الغاية من وراء إشراك المكفوفين في دورات الحاسوب هو جعلهم على تواصل اجتماعي وعلمي مع العالم الخارجي واختصار الجهد والوقت في الاطلاع وحفظ المعلومات وتدوينها. ويشرح لنا الأستاذ التقنية وهو يحمل ما يسمى ''قارئ الشاشة'' قائلا أنه بعد اختراع شاشة البرايل الخاصة بالمكفوف أصبح بإمكانه أن يرى كل ما هو موجود على شاشة الكمبيوتر وبمساعدة البرامج الناطقة زادت سهولة استعمال الكفيف للكمبيوتر.وتعتمد فكرة هذه البرامج على تكبير مكونات شاشة القراءة من كلمات وأيقونات بحيث يتمكن ضعيف البصر من قراءة هذه المحتويات بسهولة واختيار وضبط الألوان والخلفيات التي تتوافق مع قدراته البصرية، وفي حالة فقدان البصر تماما تزود النسخ المتقدمة من هذه البرامج بقارئ للشاشة يُدمج مع مكبر الحروف فيجعل الأمر أكثر يسراً وسهولة. والأستاذ منور خروبي مكفوف لم تمنعه إعاقته البصرية من النجاح في الدراسات العليا بحيث تحصل في 1990 من جامعة السانيا بوهران على أول ليسانس في الترجمة بتفوق، ولكن تعسر أمر الحصول على منصب عمل جعلته يعود الى الدراسة الجامعية ليتحصل من نفس الجامعة في 1999 على ثاني ليسانس في اللغة الفرنسية، وقد شغل بعدها في مناصب كثيرة كأستاذ مستخلف للأصحاء في عدة تخصصات منها اللغة الفرنسية،العلوم ومعلم تقنية البرايل للمكفوفين، وهو حاليا يشغل بمركز قورصو أستاذ إعلام الي بهذه التقنية. ويؤكد محدثنا الذي يتسم بروح الدعابة وخفة الظل جعلته محبوبا من طرف الجميع من أساتذة ومتربصين وأعوان إدارة بمركز قورصو،ان مشكل المعاقين بصريا في الجزائر ليس في الإمكانيات وإنما في الذهنيات ''فالناس ما يزالون لا يستحسنون قيام المكفوف بوظيفة معينة بالرغم من انه حاليا فيه إمكانيات كبيرة والمكفوف قادر على إثبات قدراته''. يقول الأستاذ منور الذي يوجه عبر ''المساء'' عشية الاحتفال باليوم العالمي للمعاق المصادف ل 03 ديسمبر من كل سنة رسالة للمسؤولين على هذه الفئة ''واذكر على وجه التحديد مديري النشاط الاجتماعي للولايات حتى يكونوا أوسع صدرا وسماعا لانشغالات المعاق والمكفوف خاصة..إننا لا نطالب بامتيازات ولكن بحقوقنا فقط''.