أعربت الجزائر والتشاد عن إرادتهما المشتركة في تطوير علاقاتهما الثنائية وترقيتها إلى المستوى المنشود من قبل الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وإد ريس دبي انتو، من أجل إقامة شراكة واعدة في شتى الميادين. ولتحقيق هذا الهدف، أوضح وزير الشؤون الخارجية، السيد رمطان لعمامرة، عقب المحادثات التي أجراها أول أمس الاثنين، مع نظيره التشادي، السيد موسى فاكي محمات، أن اللجنة الاقتصادية المشتركة الجزائرية-التشادية ستنعقد بالجزائر العاصمة في بداية سنة 2014. وأضاف أن تطوير العلاقات الثنائية سيكون في صلب جدول أعمال الاجتماع. وأشار السيد لعمامرة إلى أن ”التشاد أصبح دولة نفطية على غرار الجزائر”، مذكرا بوجود ”تنسيق بين البلدين في عدة مجالات”. واعتبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن وجود السيد فاكي محمات في الجزائر يعكس ”من جديد عمق العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين”، مضيفا أن البلدين ”يتشاوران حول مختلف المسائل ذات الاهتمام المشترك لاسيما أمن المنطقة واستقرارها”. وأوضح أن هذه ”المسائل تقع في صلب جدول أعمال الاتحاد الإفريقي وتستدعي حشد الطاقات وتضافر الجهود للدفع بمصالح إفريقيا قدما”، مؤكدا على ضرورة ”مواصلة التعاون في المحافل الدولية”. كما أكد من سياق آخر، أن التزام الدول الإفريقية بحقوق الإنسان نابع من تاريخها المعاصر ومن معاناتها من الاستعمار. معتبرا أن ”التزامنا بحقوق الإنسان منبثق من تاريخنا المعاصر”، مشيرا إلى أن شعوب القارة الافريقية ”تألمت كثيرا من نير الإستعمار”. وأضاف أن ”معنى الاستقلال والحرية لن يكتمل إلا إذا تدعم بتطوير وحماية كافة حقوق الانسان سواء المدنية منها أو السياسية أو الاجتماعية أوالاقتصادية أوالثقافية”. وبعد أن ذكر بأن للاتحاد الافريقي ”مؤسسات” أشار إلى أن الجزائر والتشاد على غرار بلدان أخرى ”أطراف في معاهدات دولية وافريقية” تخص حقوق الانسان. مذكرا بأن الاتحاد الافريقي أنشأ لجنة لحقوق الإنسان والشعوب مقرها بانجول (غامبيا) وهي ”تعمل على معالجة شكاوى المواطنين من مختلف الدول”. ومن جهة أخرى، ذكر السيد لعمامرة بانتخاب الجزائر في مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة ب«أغلبية محترمة”، مبرزا أن ذلك ”دليل على اعتراف المجموعة الدولية ب«المستوى المتطور الذي بلغته الجزائر في مجال حقوق الانسان”. ومن جهته، أشاد المسؤول التشادي بالعلاقات ”المتميزة” التي تربط البلدين، مؤكدا على ضرورة الاستفادة من تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب، لاسيما بالنظر إلى ”المرحلة الحرجة” التي تعيشها منطقة الساحل في إفريقيا. كما أشار إلى أن بلاده دعمت انتخاب الجزائر في مجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة، معربا عن يقينه بأن الجزائر ستؤدي مهمتها على أكمل وجه. وشارك السيد فاكي محمات في الاجتماع رفيع المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا الذي افتتحت أشغاله يوم الأحد بالجزائر العاصمة بهدف مساعدة الأعضاء الأفارقة غير الدائمين في مجلس الأمن الأممي الجدد بما فيهم التشاد للتحضير للدفاع عن مصالح القارة بالأمم المتحدة. وللتذكير، كان الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، قد استقبل يوم الجمعة الفارط، بباريس، من قبل الرئيس التشادي، السيد إدريس دبي اتنو، على هامش قمة الاليزي للسلم والأمن في إفريقيا. ودار اللقاء حول المسائل ذات الاهتمام المشترك والوضع الأمني في المنطقة وضرورة تعزيز التشاور بين الجزائر ونجامينا في هذا المجال. كما تطرق الطرفان إلى التعاون الثنائي بين البلدين وسبل تعزيز المبادلات الاقتصادية.