تحولت أغلب المطاعم الشعبية المتراصة على طول الحي العتيق رحبة الزرع بعنابة وسط الى مكان تتمازج فيه العادات بين الشرق و الجنوب لتصنع ليال السمر الرائعة بين العائلات العنابية و السوفية، فواد سوف حاضرة مع إشراقة كل صباح في مطاعم بونة من خلال تقديم الملة السوفية و محجوبة الشحمة بها،وهي أكلات غنية تقاوم البرد القارس خاصة مع التقلبات الجوية الأخيرة، حيث يصنع السوافة التميز بالمدينة من خلال تقديم أشهى الأكلات المصحوبة بالفلافل و البهارات. الملة السوفية التي يعدها الرجال، لأنها تتطلب جهدا كبيرا و طاقة لتحضير العجينة، و الغريب في الأمر أن عنابة تقاسم وادي سوف في استعمال الرمال التي يعتمد عليها السوافة لصنع خبزة الملة التي تطهى على الجمر و الفحم و بعض أغصان أشجار السنديان و الفلين، و تتكون هذه الخبزة من الدقيق ذي النوعية الجيدة، ثم تحضر الخلطة التي أدخل عليها السوافة بعض المكونات الأخرى منها البهارات الجبن و التونة، وقبل سنوات كانت تحضر فقط بالشحمة و الجزر و الخضار الموسمية و الفلفل الحلو الممزوج بالبهارات ، حيث تعطي القوة للجسم و الطاقة مقاومة البرد القارس . من جهتها العائلات العنابية تفضل كثيرا هذه الأكلة الشعبية التي باتت تنافس البوراك العنابي الذي كان الأكثر طلبا من الزوار و السياح الأجانب وعليه فإن كل من يريد زيارة الحي العتيق رحبة الزرع ، عليه أن يقصد المطاعم الشعبية التي تقدم الأكلات التقليدية و تتصدرها الملة السوفية .