تمّ أمس تنصيب محمد ذويبي أمينا عاما جديدا لحركة النهضة، بحضور أعضاء من المكتب الوطني الحالي المنبثق عن المؤتمر الأخير ومجلس الشورى الجديد، متعهدا بمواصلة تشكيلته السياسية لنهج المعارضة الجادة والهادفة. وأكد محمد ذويبي بعد مراسم تنصيبه أمينا عاما لحركة النهضة التي جرت فعالياتها بفندق السفير بالعاصمة، أن تسليمه مهام قيادة الحركة يُعد مسؤولية في غاية الأهمية والثقل لترقية الأداء السياسي ومواصلة المشاركة القوية، والحضور الدائم في مختلف المواعيد السياسية. وأوضح ذويبي في كلمة له أنه سيواصل الجهود وتكثيف العمل للانتقال بالممارسة السياسية داخل هياكل الحركة ومكاتبها وفروعها الولائية، للاستعداد التام للمحطات السياسية الهامة، لاسيما موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، داعيا أعضاء المكتب الوطني الجديد إلى توحيد رؤاهم ونضالهم السياسي، من أجل الارتقاء أكثر بسياسة التنافس السياسي مع التشكيلات السياسية الأخرى. وأضاف في السياق، أن تولّي مقاليد تسيير الحزب شرف كبير في إطار مواصلة مشوار عصرنة وتطوير النشاط السياسي؛ بما يضمن استكمال مسيرة البناء الديمقراطي بالبلاد، مذكرا بأهمية الحفاظ على وحدة الصف بين المناضلين والتفافهم حول المبادئ والتعاليم التي أنشئت من أجلها الحركة.ومن جهة أخرى، ذكّر مسؤول الحزب بضرورة إنشاء لجنة وطنية مستقلة لمراقبة الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ قصد ضمان نزاهة وشفافية أكبر على العملية الانتخابية، إضافة إلى العمل على إضفاء طابع لامركزية الإدارة في مراقبة هذا الاقتراع الرئاسي الهام. كما أوضح أن الحركة لم تفصل بعد في مرشحها للرئاسيات لحداثة القيادة الجديدة، وهو الظرف الذي يتطلّب تفكيرا كبيرا ودراسة واسعة لمستجدات الساحة السياسية، معتبرا أن الوقت سابق لأوانه في انتظار استكمال إعادة ترتيب البيت وتعبئة كافة هياكله. وأكد التمسّك بضرورة تأجيل مراجعة الدستور إلى فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ تفاديا لأي محاولة للمساس بمضمونه وجوهره، موضحا أن الواقع يتطلّب دستور مؤسسات لا دستور أشخاص وأطراف. كما ذكّر بأنه سيناضل من أجل توفير مناخ سياسي ملائم، لتجسيد معارضة حقيقية بنّاءة، بعيدا عن التشويش والتحريض والتعنيف. وفيما يتعلق بالتكتلات والتحالفات السياسية، قال الأمين العام لحركة النهضة: ”إن العمل والتنسيق جاريان مع مختلف الأطياف السياسية الأخرى، لاسيما أحزاب تكتّل الجزائر الخضراء، وتلك المرافعة عن السيادة الوطنية ذاكرة الأمة”، مذكّرا بأن الحركة ترحّب بأي تحالف تتفق حوله قيادة أي حزب ويخدم المصلحة العمومية والجماعية. ومن جهة أخرى، أكد الأمين العام السابق للحركة فاتح ربيعي، أن المؤتمر الخامس الذي انبثقت عنه القيادة الجديدة، عمل بشكل واضح وديمقراطي على إرساء قواعد الممارسة السياسية الديمقراطية، وكرّس أكثر التداول السلمي على المسؤولية داخل الحزب، معتبرا أن انتخاب ذويبي على رأس الحركة يُعد شرفا كبيرا لأبناء وبنات هذه التشكيلة السياسية العريقة، متمنيا مواصلة المسيرة المشرّفة التي خطتها هذه الحركة في سبيل البناء السياسي والمشاركة في صنع مستقبل البلاد. وحضر حفل التنصيب رؤساء عدة أحزاب سياسية وجمعيات المجتمع المدني وممثلو الحركة الجمعوية. وللتذكير، انتُخب محمد ذويبي بالإجماع أمينا عاما جديدا لحركة النهضة خلال فعاليات المؤتمر الوطني الخامس الأخير، خلفا للأمين العام السابق فاتح ربيعي المنتهية ولايته.