أكد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أن مشروع المجتمع "الذي نسعى إليه واضح كل الوضوح بالنسبة لرئيس الجمهورية والحكومة"، موضحا بأنه يقوم على ثلاث دعائم هي "إقامة الدولة الجزائرية الاجتماعية الديمقراطية ذات السيادة في إطار المبادئ الإسلامية، كما هو موضح في بيان أول نوفمبر"، و"إقامة دولة مؤسسات يحدد دستورها وقوانينها الحقوق والواجبات"، و"إقامة دولة تؤمن بشعبها وبهويتها وقدرتها بالأخذ بأسباب التقدم العلمي والحداثة". وقدم الوزير الأول في لقائه مع ممثلي المجتمع المدني لولاية الطارف ما قال أنها "توضيحات" تعلقت أساسا بهوية البلاد ومسيرتها والمبادئ التي تؤمن بها. وأكد أن الحضارة الإسلامية وصلت إلى القمة "عندما تمسكت بقيم دينها الحنيف المتمثلة في التسامح والتعايش وطلب العلم"، وأضاف قائلا "إني على يقين بأن النهضة في الدول الإسلامية والعربية لن تتحقق إلا بالعودة إلى هذه الخصال... لاسيما قبول الآخر والتفتح وطلب العلم الذي هو واجب علينا... وبدون ذلك لا مستقبل للجزائر ولا للدول العربية والإسلامية".كما أن العلم والمعرفة هي اليوم "سلاح في يد الدول المتقدمة"، وشدد على أنه من الضروري "أن نكافح للتحكم فيها" لكن "بما يتوافق وتقاليدنا ومقومات الشخصية الجزائرية". ورغم النقائص التي اعترف بها السيد سلال، فإنه اعتبر أننا مرغمون بأن نصبو نحو الحضارة، محملا مسؤولية ذلك إلى "النخبة" التي قال إن ذلك هو دورها، موضحا أنه "محكوم عليها اليوم بأن تقوم بتوعية الجزائريين وتصل بهم إلى المستوى المطلوب". وفي حال العكس أي "دون حضارة متجذرة في عمق المجتمع الجزائري ومرتبطة بقوة بالإسلام ومرجعيتنا العربية والأمازيغية"، يؤكد الوزير الأول أنه مقتنع بأن بنية الدولة الجزائرية لن يتم استكمالها. لكنه بالمقابل اعتبر أن إنجازات هامة تمت في هذا الإطار، مذكرا بأن نسبة التعلم في الجزائر انتقلت من 3.3 بالمائة غداة الاستقلال إلى 98 بالمائة حاليا، كما أن عدد الجامعات انتقل من جامعة واحدة غداة الاستقلال إلى 92 مؤسسة جامعية تستقبل 1.4 مليون طالب، فيما وصل عدد حاملي الماجستير والدكتوراه إلى 10500 مجاز. مشيرا إلى أن "هذه الجهود الكبيرة للدولة ستتواصل في المستقبل"، إلا أنها ستركز على الجانب النوعي وكذا خلق تخصصات جديدة "تنتج جيلا من النخبة والكفاءات منسجمة مع التطور التكنولوجي وسوق العمل". وقال الوزير الأول أنه من حق جيل القرن ال21 أن يتطلع إلى الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي والاجتماعي، مضيفا أن "هذا ما نصبو إليه". كما ألح على ضرورة أن يعيش الجزائريون متصالحين وفخورين بتاريخهم"، دون إهمال ضرورة الانتقال بالبلاد نحو الحداثة والعصرنة. ولاحظ انه "حان الوقت للابتعاد عن الحقد واليأس". وجدد التأكيد على أن للجزائر إمكانيات كبيرة، وهو ما يسمح بحل المشاكل المطروحة في البرامج التنموية القادمة. مبعوثة "المساء" إلى الطارف: حنان حيمر