ردّ الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، من الطارف، خلال زيارة عمل وتفقد، على الحملة التي اتهمته بالمساس بالدين الإسلامي، حيث ضمّن كلمته أمام المجتمع المدني فقرات عديدة ترفع من شأن الإسلام وتشيد به، قائلا "الحضارة مسّت الجزائر لتمسكها بقيم ديننا الحنيف والنهضة لن تتحقق إلا بالعودة للخصال الحميدة كقبول الآخر وطلب العلم واعتصموا بحبل الله". بدا خطاب الوزير الأول، البارحة من الطارف، بأنه رد ضمني على استهدافه عبر عمل فني (أغنية راب) يُصوّره متجاوزا للحدود خلال أحد تجمعاته الشعبية في وصف الذات الإلهية، فقال سلال أمام المجتمع المدني بأنه "من يدرس الحضارة الإسلامية يجد أنها وصلت إلينا عندما تمسّكنا بقيم ديننا الحنيف وتمسكنا بالتعايش، وإني على يقين أن النهضة في الدول العربية والإسلامية لم تتحقق إلا بالعودة للخصال الحميدة المتمثلة في قبول الآخر وطلب العلم". وواصل قائلا: "المعرفة والعلوم سلاحان في يد الدول المتقدمة، يجب أن نسعى إليهما بما يوافق تقاليدنا ومقوّمات الدولة الجزائرية."، موضحا أنه "لدينا مشروع مجتمع واضح كل الوضوح، بالنسبة للرئيس وعلى مستوى الحكومة، وهو إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية وفق المبادئ الإسلامية حسب بيان نوفمبر"، مشيرا بذلك إلى أن مشروع إقامة دولة اجتماعية وفق مبادئ إسلامية، ما يزال قائما. وربط سلال بناء الجزائر اقتصاديا مرّة أخرى بالاسلام، وقال "بناء الجزائر اقتصاديا يتطلب وقتا، ولكن نعلمكم أنه لدينا إمكانيات لبناء حضارة في المستوى ومتجذرة في عمق الشعب مرتبطة بقوة مع الإسلام والمكتسبات العربية والأمازيغية". وعقب ذلك، أسدى الوزير الأول شكرا وتوقيرا للرئيس الراحل الشاذلي بن جديد من مسقط رأسه وأمام أبناء ولايته الطارف، وقال فيه "الطارف مرآة الجزائر ولا يُمكنني أن أتحدث عن هذه المنطقة دون أن أذكر رئيسنا رحمه الله"، مضيفا "فالشاذلي كان بطلا ثوريا وخدم بلاده بكل قوة ولكم أن تفتخروا بالطارف التي منحت للجزائر رئيسا في المستوى". وعاد سلال بعد ذلك للإسهاب في الحديث عن استراتيجية الحكومة في تنمية البلد، ومزج خطابه بين دعوات لإنماء المستوى العلمي وبذل جهود في الإنتاج. ومن بين ما ذكر بأن "الدولة تأخذ بأسباب التقدم والحداثة ولقد استرجعنا البنى التحتية ومرغوم على الجزائر كشعب أن نصبو إلى حضارة" داعيا النخبة للعب دور هام "فهي محكوم عليها بتوعية الجزائريين وإيصالهم إلى المستوى المطلوب"، مشيدا بنسبة التمدرس التي بلغت 98 بالمائة و92 جامعة تستقبل مليون و400 ألف طالب، وارتفاع عدد حاملي الماجستير والدكتوراه إلى 10500 مقابل 2000 في بداية 99". ثم دعا إلى نبذ الأحقاد وقال "حان الوقت للابتعاد عن الحقد واليأس والرجوع لحقيقة البناء"، مبديا تحسره على وضع الطارف، إذ قال "من المؤسف أن بوابة الجزائر مع تونس نمشي في شوارعها مفتقدة للطرق والأرصفة.. ليس هذه هي الجزائر، وإذا كان تقصيرا يجب التصحيح، الظاهرة لا تُشرف، وهناك نقائص اجتماعية كثيرة". قبل أن ينهي بقوله "الشدة في الصح ..اعتصموا بحبل الله لبناء البلد". وخلال فتحه المجال للنقاش مع المجتمع المدني، أعلن سلال عن "رفع الحظر عن صيد المرجان، مؤكدا أنه سيتم فتح هذا من الصيد بداية من العام المقبل. ووعد الوزير الأول بفك الخناق الجمركي عن الطارف، بعد أن اشتكى أهلها من توسيع الشعاع الجمركي الذي يتطلب نقل حاجيات الأهالي وفق تراخيص جمركية من 8 بلديات إلى معظم بلديات الولاية تقريبا حسب أحد المتدخلين، واعتبر أهل الطارف أن تلك التراخيص التي تضطر الجمركيين إلى طلبها لنقل مواشيهم وممتلكاتهم المادية في إطار مكافحة التهريب، هي موجهة للاستعمال والاستغلال اليومي في معيشتهم. كما اشتكى السكان من ظاهرة صعود مياه الوادي الكبير وغرق عدد من المشاريع فيها، حيث طالبوا بتهيئة الأراضي الفلاحية وعقارات البناء جراء انتشار ظاهرة صعود المياه.