دافع الوزير الأول عبد المالك سلال ، أمس، عن مقومات الهوية الوطنية القائمة على الإسلام واللغتين العربية والامازيغية، وابرز أهمية التمسك بها والتفتح على الحداثة، وأشار إلى نتائج الاستقرار على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، مبديا عدم رضاه على واقع التنمية بولاية الطارف الحدودية التي تعد مرآة الجزائر بالنسبة لتونس. خصص الوزير الأول حيزا كبيرا من خطابه الذي ألقاه أمام المنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني بجامعة الطارف للحديث عن مقومات الشخصية الوطنية، في رد ضمني على الأغنية التي أطلقها مغني الراب لطفي دوبل كانون ضده، وقال في هذا السياق إن »من يدرس الحضارة الإسلامية يجد أنها وصلت إلى القمة عند تمسك بقيم ديننا الحنيف القائمة على التسامح والتعايش «، مضيفا أن النهضة في البلاد الإسلامية لم تتحقق إلا بقبول الآخر والتفتح عليه، ناهيك عن طلب العلم الذي اعتبره واجبا. وأوضح الوزير الأول المبادئ التي تقوم عليها الدولة الجزائرية ، وأضاف أنها هي تلك المبادئ التي تضمنها بيان أول نوفمبر برنامج واضح إقامة الدولة الديمقراطية الاجتماعية مثلما بيان أول نوفمبر. وبعد أن أكد أن العلوم أصبحت اليوم سلاح في يد البلدان المتطورة، دعا سلال إلى »السعي إليها بما يتلائم مع فقيمنا وتقاليدنا ومقومات شخصياتنا الإسلامية«، مشيرا إلى عدم وجود تطور بدونها وبدون استقرار. وراح سلال ليذكر بالنتائج التي حققتها الجزائر في مجال التعليم العالي في الجزائر بعدما قارن بالوضعية غداة استرجاع السيادة الوطنية،ه حيث قال إنه عند الاستقلال كانت نسبة المتعلمين تقدر ب 3,3 بالمئة ، إلى جانب وجود جامعة واحدة على مستوى القطر الوطني، مشيرا إلى أن نسبة التمدرس اليوم تبلغ 98 بالمئة وتشييد 92 جامعة ، مسجلا مليون و400 ألف طالب جامعي. وفي هذا الاتجاه أحصى الوزير الاول10 آلاف و500 طالب متحصل على شهادة الدكتوراة والماجستير، مبديا التزام الدولة بمواصلة سياسة التكوين وتخصصات جديدة تسمح بتكوين نخبة منسجمة مع التطور التكنولوجي، قائلا »من حق المواطنين اليوم في القرن 21 زمن الاستقرار والازدهار الاقتصادي والاجتماعي أن يعيشوا وهم متصالحون فخورون بتاريخهم ومستعدون للانتقال إلى الحداثة والعصرنة«. وقبل ذلك، ذكر سلال بخصوصية ولاية الطارف الحدودية التي اعتبرها مراة وبوابة الجزائر بالنسبة الى تونس، وابرز تاريخها وبطولات رجالاتها إلى جانب »الدمار الذي لحقها من انجاز خطي موريس وشال أثناء الاحتلال الفرنسي«. ولم ينسى الوزير الاول للحديث عن الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد والخدمات التي قدمها الرجل للجزائر، قائلا أن» الولاية قدمت رئيسافي المستوى«. وبالمقابل ، أبدى سلال عدم رضاه من واقع التنمية في ولاية الطارف، قائلا » نتأسف عن حال بوابة الجزائر بالنسبة لتونس ، حيث توجد الأرصفة والطرقات في وضعية كارثية«، مطالبا بتصحيح الأخطاء ومعالجة التقصير الموجود.استمع سلال إلى انشغالات ومشاكل المواطنين على لسان ممثلي المجتمع المدني، حيث تركزت مجملها في دعوة السلطات إلى دعم السكن الريفي نظرا لطبيعة الولاية الفلاحية، إلى جانب المطالبة برفع منح المعوقين، ومعالجة مشكل الشعاع الجمركي، حيث تعهد الوزير الاولى بتسهيلات لكن بعيدا عن السوق السوداء .