اجتهد الوزير الأول عبد المالك سلال اليوم في ترديد كلمة "الاسلام" أربع مرات في خطاب فضل أن يكون جزأه الرئيسي لتصفية حساباته مع الخصوم السياسيين و الفعاليات الثقافية التي حولت زلاته إلى مادة دسمة على مواقع التواصل الاجتماعي. وفهم من حديث الوزير الأول، أنّه رد غير مباشر على مغني الراب الشهير، لطفي دوبل كانو الذي كان قد أطلق أغنية جديدة، انتقد فيها الوزير الأول عبد المالك سلال، واتهمه ب "الاستهزاء" بالدين الاسلامي، على خلفية خلطه بين الشعر والقرآن. أعاد الوزير الأول خلال لقائه بالمجتمع المدني أمس بولاية الطارف في سياق الزيارة التي قادته لهذه الولاية الحدودية مع تونس قراءة الآية القرآنية " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.." مرتين ليؤكد على أن"الاسلام دين الدولة" و أن مرجعية الجمهورية الجزائرية مستمدة أساسا من الهوية الإسلامية وقيم العروبة والأمازيعية والحريات والديمقراطية تكريسا لبيان أول نوفمبر 1954". و حرص سلال على التأكيد أن" البلاد لن تتقدم إلا بجيل من النخبة يكون قادرا على الحفاظ على مبادئه وهويته لمواكبة التطور الحاصل في العالم المتحضر"، و لن يتقدم هذا التقدم التموي و الاقلاع الاقتصادي حسب الوزير الأول " بالتعمق في دراسة تاريخ الجزائر والحضارة الإسلامية للوقوف على مسببات نجاحها وتحولها في حقب تاريخية سابقة إلى منارة للعلم والمعرفة والتطور يلتجأ إليها العالم الغربي". و لمح في خطاب مقتضب ألقاه بالمدرج الكبير لجامعة الطارف أنه يرفض "المزايدات باسم الدين الاسلامي" مشدداخلال ردّه على انشغالات المجتمع المدني إلى أنه قادر على الردّ على منتقديه بالشكل والأسلوب "،وأضاف "ليس لدي مشكل مع الانتقادات، لكن شرط ألا تكون ذاتية ولا تمسه في شخصه، وأن تكون بنّاءة". وأوضح سلال '' لا يوجد لدي أي مشكل مع أحد ولا مشكلة لي مع الانتقادات التي توجه إلي من حين إلى آخر، لكن شرط ألا تكون ذاتية وأن لا تمسني في شخصي''، مضيفا '' '' لقد استهدفوني بالانتقادات عدة مرات وأنا أقول لهم لا يهمني ذلك فمن يريد أن يتكلم فهو حر ولن أعتبره عدوي بل سأبادره بالسلام شرط أن تكون انتقاداته بناءة و هذه قيم الاسلام السمحة "، وفي المقابل توعد أن يكون بالمرصاد لكل من يحاول المساس بشخصه وفي اشارة لاعتبار بعض الاحزاب زياراته الميدانية للولايات حملة انتخابية مسبقة قال الوزير الاول أن تنقلاته عبر الولايات "ليس لها علاقة بأية حملة انتخابية مثلما يحاول البعض تأويله" موضحا في هذا الصدد بان الحكومة "لديها برنامج تعهدت به أمام البرلمان وأمام رئيس الجمهورية من أجل تجسيده على مستوى 48 ولاية و 1541 بلدية". وأوضح أيضا أن "الجزائر متجهة عن قريب الى استحقاق رئاسي, الامر الذي يستدعي "الاسراع في تدارك النقائص في الميدان ومواصلة العمل لتحقيق الاهداف المسطرة". من جهة أخرى أكد سلال عدم وجود أي تهميش أو إقصاء، لأي منطقة من مناطق الوطن وقال '' ليس للجزائر أي عدو سوى الفقر والتخلف، ''، واعدا بتحقيق تنمية مستدامة وبعدالة بين مختلف أنحاء الوطن.