أثرت الأحداث الدولية التي تعيشها بعض الدول العربية على الوجهات السياحية المقترحة بمناسبة حلول رأس السنة الميلادية، وفي المقابل سارعت وكالات الأسفار الخاصة إلى عرض بدائل لبعض الدول التي استقطبت اهتمام بعض أفراد المجتمع الجزائري، خاصة الشباب منهم، الذين قرروا الخروج على المألوف لاكتشاف تركيا وجمال اسطمبول، فيما قرر البعض الآخر الاحتفال بولايات الجنوب الجزائري الساحر. وقد وقفت “المساء” من خلال الزيارة التي قادتها إلى بعض وكالات السياحة العمومية والخاصة، على ارتفاع مبيعات التذاكر ببعض الخطوط الدولية، خاصة منها تركيا، اسطنبول، دبي، المغرب، ماليزيا وتايلاندا، ناهيك عن زيادة الطلب على بعض الولايات الداخلية الجنوبية على غرار تمنراست، غرداية، جانت وتيميمون. في دردشة جمعتنا مع موظفة بوكالة سياحية تابعة للخطوط الجوية الجزائرية بساحة البريد المركزي، قالت في ردها على سؤالنا حول الوجهات السياحية المقترحة للاحتفال بعيد رأس السنة، الذي لم تعد تفصلنا عنه إلا أيام معدودات « بالنظر الى الواقع الصعب الذي تعيشه بعض الدول العربية، خاصة منها مصر، وتونس، قررت الوكالات التابعة للخطوط الجوية الجزائرية عدم برمجة رحلات منظمة الى مثل هذه الدول كما تعودنا، واكتفينا ببيع التذاكر لمن يرغب في زيارة مثل هذه الوجهات. وتردف قائلة « وان كنا قد سجلنا تراجعا كبيرا على شراء التذاكر الى كل من تونس ومصر بالمقارنة مع السنوات الماضية، حيث كانت تونس تحتل الصدارة في رأس السنة، باعتبار أنها الوجهة المفضلة لبعض الشباب الجزائري»، غير أننا، تضيف «سجلنا في المقابل ارتفاعا في طلب التذاكر الى كل من تركيا، والمغرب، وبعض الخطوط الداخلية، خاصة منها تمنراست وجانت وتيميمون وغرداية». وجاء على لسان محدثتنا انه على الرغم من ارتفاع أثمان التذاكر على الخطوط الداخلية التي تراوحت بين 25 الف الى 30 الف دينار نظرا لعدم برمجة التخفيضات التي يتم عادة اعتمادها مع حلول شهر جانفي، غير ان كثرة الطلب على ولايات الجنوب تسببت في نفاد مقدار التذاكر الموجهة الى كل من تمنراست وبني عباس وغرداية.
تركيا والمغرب تحلان محل تونس ومصر أعرب معظم المستجوبين من القائمين على الوكالات العمومية، عن عدم برمجتهم لرحلات منظمة والاكتفاء بالترويج للسياحة الداخلية، وفي المقابل وقفنا على تنافس الوكالات السياحية الخاصة لتقديم عروض مغرية إلى بعض الدول من خلال اقتراح رحلات منظمة تتراوح بين خمسة الى سبعة أيام وهو ما حدثتنا عنه مريم موظفة بوكالة سياحية بساحة أول ماي التي قالت «على الرغم من ارتفاع سعر التذاكر لبعض الوجهات السياحية، خاصة تركيا والمغرب، حيث تراوحت قيمة التذكرة بين 10آلاف الى 15ألف دينار بالنسبة للرحلة المنظمة لا تزيد عن 12 يوما، إلا ان الإقبال على اقتنائها كبير من طرف الشباب الذين يودون الاحتفال برأس السنة بطريقة مختلفة ومميزة. وجاء على لسان محدثتنا ان كثرة الطلب على الرحلات المنظمة الى كل من المغرب واسطنبول اثر بصورة كبيرة على كل من مصر وتونس، هاتان الدولتان اللتان شهدتا في السنوات الماضية تسجيل معدلات قياسية في الرحلات منظمة إليهما، لذا اعتقد ان المغرب وتركيا حلتا محل مصر وتونس. وفي ردها عن سؤالنا حول الإقبال على طلب الرحلات المنظمة الى الجنوب بغية إحياء ليلة رأس السنة، قالت «لم نشهد إقبالا كبيرا على ولايات الجنوب مثل هذه السنة، إذ عملنا على بيع الكثير من التذاكر وبرمجة العديد من الرحلات الى كل من تيميمون، غرداية وبني عباس وبعض الحمامات، وتراوحت المدة بين خمس الى سبع أيام، والملاحظ ان الفئة الكبيرة منهم شباب. من جهتها، حدثتنا موظفة أخرى بوكالة سياحية خاصة ببوزريعة، عن الإقبال على اقتناء التذاكر الى دبي على الرغم من ارتفاع سعر التذكرة التي تراوحت قيمتها ب22 الف دينار، بينما سجلت تركيا طلبات قياسية على اقتناء التذاكر في شكل رحلات منظمة او فردية.
الاحتفال في المنزل للعائلات والسفر إلى ولايات الجنوب للشباب احتكت «المساء» في جولتها الاستطلاعية ببعض ربات الأسر اللواتي يبغين الاحتفال برأس السنة، كتقليد يودعون به سنة قديمة ويستقبلون سنة جديدة محملة بالأماني، فكانت البداية مع سيدة قالت أنها تحب كثيرا الاحتفال برأس السنة في دولة أوروبية لتعيش الحدث بطريقة مميزة، غير ان ارتفاع أثمان التذاكر حال دون تحقيق أمنيتها، لذا ترى انه ليس هنالك أحسن من الاحتفال في المنزل في جو عائلي يسوده الحب والكثير من الشوكولاتة، وهو ذات الانطباع الذي لمسناه عند السيدة ربيعة، التي تعتقد ان المنزل أحسن مكان للاحتفال لأن في مثل هذه المناسبات تجتمع العائلة لتبادل أطراف الحديث وتقسيم كعكة رأس السنة. من خلال احتكاكنا ببعض الشباب أعرب معظم المستجوبين عن اختيارهم لبعض ولايات الجنوب للاحتفال، من منطلق انها أماكن سياحية بلا منازع، وتستحق ان تكتشف، خاصة منها تمراست، تيميمون، غرداية، فهذا الشاب أمين خريج كلية التجارة التقته «المساء» بساحة اودان، قال في دردشته انه متعود على إحياء حفل رأس السنة بتونس رفقة بعض الأصدقاء، غير انه اختار هذه السنة ان يقاسم أصدقاءه الاحتفال بولاية غرداية التي سيزورها للمرة الأولى، بينما حدثنا سعيد «ب» من سكان الأبيار، موظف، عن وجهته للاحتفال بالقول، انه يعتبر رأس السنة مناسبة يكتشف من خلالها ولايات الجنوب، فبعد إحيائه السنة الماضية لرأس السنة في تمنراست، قرر هذه السنة الاحتفال به في تيميمون كنوع من الاكتشاف وممارسة السياحة، وعلق بالقول «بلادنا جملية وليس هنالك ما هو أحسن من الاحتفال بأرض الوطن وسط الأصحاب والأصدقاء».