احتفل العالم أجمع برأس السنة الميلادية بتواقيت زمنية وطقوس مختلفة، فمن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب مرورا بأوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبالجزائر أيضا، احتفلت جميع المدن بحلول العام الجديد 2014، وإن اختلفت عادات الاحتفال من منطقة لأخرى إلا أنها اتفقت جميعها في صيغة واحدة وهي عروض الألعاب النارية التي كلفت ملايين الدولارات وتفنن مصمموها في تقديم أجملها وأكثرها إثارة لتبهر العالم وتضيء الساعات الأولى من العام الجديد وسط تمنيات ملؤها التفاؤل والحب والرخاء. وقد طبعت الألعاب النارية والعروض الضوئية المشاهد الاحتفالية فيما شدت مدينة دبي أنظار العالم بأسره بتنظيمها احتفالات ضخمة وصفت بالأكبر في العالم، حيث تم إطلاق أزيد من 400 ألف مقذوفة، عمل عليها 200 مختص في الألعاب النارية وبتكلفة مالية ضخمة رفضت سلطات دبي الإفصاح عنها لكنها عبرت عن رغبتها في دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية من خلال هذا العرض.. كما شهد برج خليفة، الأعلى في العالم، استعراضا مبهرا بالألعاب النارية والمؤثرات البصرية والسمعية استمرت لعدة دقائق أمام آلاف المحتفلين بالعام الجديد.كما احتفلت دول شرق الكرة الأرضية بقدوم العام الميلادي الجديد، حيث دخلت سيدني الأسترالية وككل سنة في تنافس مع سائر مدن الشرق الآسيوي التي تستقبل كل عام اللحظات الأولى من السنة الجديدة على غرار الصين وتايوان وإندونيسيا وماليزيا التي أطلقت جميعها عروضا ضوئية ممزوجة بالألعاب النارية التي شهدتها أعلى المباني وناطحات السحاب على غرار مبنى ”الأبرا” بسيدني و«تايبيه 101” بتايوان الذي أطلق منه 24 ألف صاروخ بقيمة إجمالية فاقت المليون دولار أمريكي، فيما أنفقت استراليا نحو ستة ملايين دولار في شراء سبعة أطنان من الألعاب النارية.وفي غرب الكرة الأرضية، انضمت نيويورك إلى مسابقة أجمل عروض العام الجديد والتي تفننت فيها كل مدينة على حدة لجلب أنظار العالم والإعلام العالمي، وقد تجمع نحو مليون أمريكي في ساحة تيمز سكوير بنيويورك لحضور حفل بداية العام الجديد، ومشاهدة نزول الكرة الضخمة المغطاة بالكريستال لحظة بداية 2014 بمشاركة فنانين كبار، بالإضافة إلى الألعاب النارية التي تم إطلاقها والتي عملت على انضمام المدينة إلى الأربع الكبار وهي سيدني ودبيونيويوركولندن هذه الأخيرة التي جرى بها عرض ناري متألق أقيم على ضفاف نهر التيمس انطلاقا من عجلة لندن وبالقرب من ساعة ”بيغ بن”. ولم تختلف الاحتفالات بقدوم العام الجديد بالجزائر عن دول العالم رغم بساطتها ومحدودية نطاقها وعلى الرغم من أنها لم ترق إلى الضخامة التي تتسابق عليها كبرى المدن في العالم إلا أن مصالح الأمن جندت لها حوالي 5.500 شرطي لتأمين ليلة رأس السنة في العاصمة حرصا علي سلامة الممتلكات والأشخاص وتسهيل المرور في الطرقات التي تشهد ليلة رأس السنة حركة كثيفة، بالإضافة إلى 3.000 عون عملوا ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء التي تميز الانتقال إلى السنة الجديدة 2014، كما جندت مصالح أمن ولاية الجزائر 2.500 عون آخر في مختلف أحياء العاصمة وخاصة في وسطها، وقد تدخلت فرق الأمن بشكل وقائي.وقد اكتسبت العروض العملاقة للعام الجديد شهرة عالمية، إلا أن الاحتفالات بالمناسبة تخبئ حقائق أخرى، حيث يؤمن الشعب الإنجليزي بجلب الحظ الجيد من خلال استقباله أول ضيف في العام الجديد على أن يكون ذكرا ويدخل من الباب الأمامي ويضع الدنماركيون أكواما من الأطباق المكسرة أمام أبواب بيوتهم وبيوت الجيران رمزا للصداقة والأخوة كما يحتفل جميع الصينيين برأس السنة الجديدة عن طريق دهن أبواب منازلهم الأمامية باللون الأحمر رمزا للسعادة والحظ الجيد أما بالبرازيل فيتم تقديم أطباق من العدس وشوربة الأرز اعتقادا منهم بأن البقوليات تجلب الثروة والرخاء، ويعتمد الألمان في احتفالاتهم برأس السنة على الرصاص الذي يتم صبه فوق الماء البارد ليأخذ شكلا معينا يعتقد أنه الشكل المتوقع للمستقبل.