استغل وزير الشباب والرياضة، محمد تهمي، اجتماعه أمس، بمركب غرمول، مع رؤساء الرابطات الرياضية والشبانية لولاية الجزائر، لتقييم العمل المنجز من طرف هذه الهيئات. وحمل الكلام الذي وجهه الوزير إلى مسؤولي الرابطات الرياضية والشبانية كثيرا من الاستياء والتأسف، حيث قال في خطاب شديد اللهجة إن النشاط الرياضي في العاصمة شبيه بالوضع الدرامي بسبب تراجع هذه الرابطات عن دورها في دفع عجلة تطوير الرياضة والتكفل بمشاكل التسيير الرياضي، بل اعتبرها متأخرة جدا في هذا المجال عن نظيراتها في الولايات الأخرى خلال سنة واحدة فقط من التقييم، مضيفا بكثير من الامتعاض أن الاستحقاقات الرياضية في هذه الولاية ضعيفة جدا ولا تعكس بتاتا الوسائل المادية والبشرية الضخمة التي تستفيد منها رابطاتها، لاسيما في سنة 2013 التي شهدت –أضاف تهمي– إنجاز منشآت تستجيب للممارسة الرياضية على نطاق كبير، وتطرق تهمي في نفس السياق إلى مسألة تسيير الأموال المخصصة لهذه الرابطات، موضحا أن الوزارة وقفت على حقائق مقلقة أكدت وجود تبديد كبير لهذه الأموال المخصصة لتطوير الرياضة في العاصمة، وامتنع تهمي عن إعطاء أرقام في هذا المجال خوفا –كما قال– من أن تصدم الحركة الرياضة الوطنية، وتابع تهمي: ”إن هدف القطاع لا يرمي إلى تسويق خطاب ديماغوجي بل يهدف إلى ضمان حوار شفاف وصريح خال من أي خلفيات، لاسيما وأن الأموال التي وفرناها لصالح الرابطات والأندية بالعاصمة ضخمة وهي تفوق بكثير تلك المخصصة للرابطات الولائية الأخرى، وأظن أن هذا الوضع راجع أيضا إلى ممارسات لمسؤولين استمروا في مناصبهم لأكثر من عشرين سنة وهو ما يفسر افتقارهم للمصداقية لدى شريحة كبيرة من الرياضيين”، وحث وزير الشباب والرياضة رؤساء رابطات العاصمة على ضرورة اتباع تعليمات اتحاديتهم وتطبيق استراتيجية العمل التي تطبقها هذه الأخيرة تنفيذا لتصور الوزارة في تطوير الرياضة الجزائرية. واعتبر الوزير أنه لن يقبل في المستقبل أي عذر لهذه الرابطات لكي تقدم مزيدا من العمل كون السنة الحالية ستشهد إتمام كل المنشآت الرياضية المسجلة في البرنامج الخماسي، وأعطى مثالا في هذا الصدد برياضة السباحة، قائلا أنها ستستفيد هذا العام من سبعة مسابح، منها ثلاثة بأروقة تصل إلى 50 مترا وخمسة أخرى ب25 مترا وأن أبرز مسبح سينجز في المركب الرياضي بالخروبة وتتسع مدرجاته إلى خمسة ألاف متفرج، فضلا كما أضاف عن المنشآت الرياضية الأخرى مثل دور الشباب وبيوت الشباب والمركبات الرياضية الجوارية ومساحات اللعب المخصصة لشباب الأحياء. وسعى تهمي إلى تحسيس رؤساء رابطات العاصمة بالدور الهام الذي يجب أن يقوموا به من أجل مسايرة السياسة الرياضية الجديدة التي تضطلع بها الوصاية وربط ذلك بالبرنامج الطموح الذي تطبقه هذه الأخيرة في مجال تشييد المنشآت الرياضية بمختلف أصنافها، حيث قال في هذا الشأن أنه ملتزم أمام كل الفاعلين الرياضيين لإعادة بعث في سنة 2014 كل المشاريع المعطلة وتلك المسجلة في برنامج 2015- 2019 كإنجاز منشآت رياضية في بعض البلديات التي تعاني من نقص المرافق ومركبات رياضية في كل دائرة من التراب الوطني.