راسل أولياء التلاميذ لثانوية مولود قاسم ببلدية عين الترك، والي وهران للتدخل قصد إنقاذ مشوار أبنائهم الدراسي المهدد بالضياع، بعدما يئسوا من رفع شكاويهم إلى القائمين على شؤون مديرية التربية بالولاية، جراء ما وصفوه ب ”التسيب” وإهمال تجهيزات الثانوية. وذكر الأولياء في مراسلة عاجلة تسلمت ”المساء” نسخة منها أن الثانوية تفتقر لأبسط ضروريات الدراسة، إذ تشهد فوضى عارمة نتيجة انعدام الكراسي، مما يجبر التلاميذ في بعض الأقسام على الدراسة وهم واقفون وهو الأمر الذي يعد سابقة خطيرة في تاريخ التعليم الثانوي بالمنطقة، بالرغم من الميزانية المعتبرة التي تدرها خزينة الدولة لصالح القطاع. من جهة أخرى، تفتقر هذه الثانوية التي تطرق إلى وضعيتها تقرير لجنة التربية والتعليم والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الولائي في دورته العادية الأخيرة، إلى أبسط متطلبات التمدرس إذ تنعدم فيها المساحات المخصصة لإجراء حصص التربية البدنية إلى جانب غياب دروس الإعلام الآلي، رغم وجود قاعة مجهزة بأجهزة الكمبيوتر أصبحت عرضة للتلف بعد ما تم غلق القاعات لأسباب مجهولة- حسب المراسلة- التي أشار فيها الأولياء أيضا إلى أن الثانوية أصبحت تتصدر المؤسسات التربوية من حيث الاكتظاظ الخانق بفعل غلق عدة أقسام بشكل غير مبرر وهو ما أثار استغراب الأولياء الذين طالبوا بالتحقيق في هذه المسألة التي جعلت التلاميذ ”يتعاركون” من أجل الحصول على كرسي في حجرات الدراسة، ناهيك عن الحالة الكارثية للأبواب والنوافذ التي لم تزرها فرق الصيانة السنوية التي يتم عادة تجنيدها في العطلة السنوية الصيفية وأصبحت دورات المياه مصدراً لخطر محتمل على صحة التلاميذ نتيجة الإهمال الفظيع الذي يعرفه هذا المرفق الضروري. وأضاف الأولياء أن الأساتذة كثيرا ما يخرجون التلاميذ خارج الأقسام لينظموا حركات احتجاجية داخل الساحة للتعبير عن وضعيتهم الحرجة من هذه الأوضاع وأضحت إضراباتهم غير المعلنة من بين الأمور التي أصبحت مألوفة طيلة هذا الموسم، مما ينعكس سلبا على مشوار التلميذ الثانوي الذي يدفع ثمن هذه الفوضى العارمة، محملين مسؤولية هذا التسيب للقائمين على الإدارة، حيث ناشدوا والي الولاية التدخل العاجل عن طريق إيفاد لجنة تحقيق للوقوف على الوضعية غير المريحة لهذا المرفق التربوي الهام.