أشار رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، في كلمته خلال افتتاح يوم دراسي حول (دور البحث العلمي في تطوير وعصرنة الجيوش)، إلى دور الجزائر خلال النصف الأول من القرن الماضي الساعي للوصول إلى (صفر مشاكل) مع دول وبلدان الجوار بالعالم العربي والإفريقي، مستدلا على ذلك بأن الجيش الوطني الشعبي لم يخرج ولو مرة للاعتداء على سيادة أي بلد على الإطلاق بالمنطقة. إن هذا المسعى ليس وليد الصدفة بل هو مبني على قناعة راسخة لدى الشعب والقيادة مبنية على الاحترام التام لحق الدول في السيادة على ترابها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ثم إن الشعب الذي عانى من الاحتلال والظلم والقهر والذل مدة 130 سنة، لا يمكنه أن يكون إلا في صف مناصر للعدالة والحرية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها ولا يمكنه أن يكون ضد المبادئ التي ضحى من أجلها مليون ونصف المليون من الشهداء. إن قيمنا الإسلامية ومبادئنا الثورية تأبى علينا أن نكون من المعتدين على حقوق غيرنا رغم ما يحاك ضدنا من مؤامرات ودسائس من دول الجوار وبقايا فرنسا الاستعمارية وأذنابها بالداخل. إن الجيش الوطني الشعبي اليوم، الذي هو سليل جيش التحرير الوطني الذي ولد من رحم المقاومة الشعبية وخبر أساليبها وطورها وابتكر حرب العصابات التي أصبحت فيما بعد نموذجا لحركات التحرير الوطني في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وفلسطين ولبنان، واجه تحديات كبيرة خلال سنوات العشرية السوداء وكسب الرهان بامتياز، وأنقذ الدولة من الانهيار وصان الوطن من التفكك بفضل التكتيكات القتالية المبتكرة في مواجهة المجموعات الإرهابية المدعومة خارجيا، ورغم الحصار الذي ضُرب على الجزائر بخصوص التزويد بالأسلحة، وخاصة ما يتعلق بالأسلحة التي تساعد على مكافحة الإرهاب، فإنه أصبح اليوم يملك خبرة واسعة في مجال مكافحة هذه الآفة. وكما يقول الدكتور العربي ولد خليفة ”العالم اليوم صار أكثر قناعة بضرورة تكثيف علاقات الشراكة والتعاون مع الجزائر في إطار مكافحة الإرهاب وعلى رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول العظمى، وهو شرف كبير للجزائر جاء بعد تضحية ومعاناة كبيرتين في سبيل استعادة السلم والوئام”. ومن ثم فليس من حق كل من تآمر ودعم الإرهاب ضدنا وسعى إلى حصارنا ووقف أمام كل مساعينا في مكافحة الإرهاب، أن يعطينا دروسا في الكيفية التي نتعامل بها مع كل من تسول له نفسه المساس بمقدراتنا الوطنية. نحن واعون بأن أعداءنا مدركون بأن قوة الجزائر تكمن في مصادر الطاقة واحترافية الجيش والقوى الأمنية، وهما اليوم محل استهداف مركز لكن شعبنا سيظل السد المنيع في وجه المتآمرين، ورغم كل هذا وذاك ستظل الجزائر عبر سياستها الخارجية تسعى دوما لتحقيق ما عبر عنه رئيس المجلس الشعبي الوطني ب«صفر مشاكل” مع دول الجوار.