أعرب أعضاء لجنة الدفاع الوطني بالمجلس الشعبي أمس، عن ارتياحهم لمستوى الالتزام والاحترافية والعصرنة الذي بلغته أكاديمية شرشال العسكرية، بفضل تحسين برامج التكوين النظري والتطبيقي واستغلالها لأحدث الوسائل البيداغوجية. وعبّر رئيس اللجنة فؤاد بن مرابط الذي قاد الوفد المشكَّل من نحو 16 عضوا، في لجنة الدفاع الوطني خلال الزيارة الميدانية إلى مقر الأكاديمية، عن إعجاب أعضاء اللجنة البرلمانية بمدى تطور برامج وتقنيات التكوين العسكري النظري والتطبيقي المعتمَدة بأكاديمية شرشال العسكرية، موضحا بأن الزيارة التي قام بها أعضاء لجنة الدفاع الوطني إلى هذه الهيئة، تندرج في إطار تفتّح الهيئة التشريعية الممثلة في المجلس الشعبي الوطني على مختلف المؤسسات الوطنية العسكرية والمدنية، وكذا تطبيقا للبرنامج الجديد الذي أعدته لجنة الدفاع الوطني بالمجلس، لتفعيل دورها ونشاطها من خلال تنظيم الأيام والندوات الدراسية والزيارات الميدانية إلى المؤسسات. وذكّر بن مرابط، في هذا الإطار، باليوم البرلماني الذي نظمته الهيئة التشريعية قبل أيام، حول دور البحث العلمي في تطوير وعصرنة الجيوش، والذي لقي، حسبه، صدى إيجابيا كبيرا لدى المشاركين، مشيرا إلى أن الزيارة الميدانية التي قام بها أعضاء لجنة الدفاع الوطني إلى أكاديمية شرشال العسكرية التي تُعد من أعرق المؤسسات العسكرية بما لها من أبعاد تاريخية، تُعتبر نشاطا مكمّلا لليوم البرلماني، حيث مكّنت الزيارة البرلمانيين من الوقوف عن قرب على مستوى التقدم الذي أحرزه الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، في مجال ترقية تقنيات التكوين وعصرنتها؛ بغرض تكريس الاحترافية المنشودة وتعزيز أدائه ومكانته ومصداقيته في أوساط الشعب الجزائري. وقد استهل الوفد البرلماني زيارته للأكاديمية التي كانت تُعرف في السابق بالأكاديمية متعددة الأسلحة لشرشال، قبل أن يتم تغيير اسمها في 5 جويلية الفارط، إلى أكاديمية شرشال العسكرية، بزيارة متحف الأكاديمية الذي تجتمع فيه مختلف الشواهد عن المراحل التاريخية لتطور الجزائر؛ سواء في الفترة القديمة أو المعاصرة. وقد غلبت على هذه الشواهد المعالم التاريخية التي ميّزت مرحلة المقاومة الوطنية وثورة التحرير المجيدة، والتي تحييها مختلف الصور والوثائق والعتاد التقني والأسلحة المعروضة، والتي استُعملت إبان هذه الفترة الخالدة من تاريخ الجزائر. بعدها، عاين ضيوف الأكاديمية أقسام الدراسة بالمجمع 600، حيث اطلعوا على الأساليب العلمية التي يلقَّن بها الطلبة دروسا في الإعلام الآلي، وأخرى في مجال التكتيك العسكري المدعَّم بالكمبيوتر. لينتقل بعدها الوفد البرلماني إلى حقل التدريب الميداني "النقاش"، حيث حضروا تكوينا تكتيكيا نفّذته مجموعة من الطلبة المزاولين للتكوين العسكري القاعدي المشترك، مثل عملية اقتحام منزل، ثم مقر قيادة عدو مفترض، من قبل فصيلة مشكَّلة من عدة مجموعات متخصصة تشمل المغاوير ومجموعات الإسناد، مع الإشارة إلى أن الجانب النظري لهذا التكوين يتم تلقينه للطلبة المعنيين بمدرسة "عبان رمضان" الملحقة بالأكاديمية، والتي وقف البرلمانيون على مختلف أقسامها، قبل إنهاء زيارتهم بمعاينة مقلد الرمي لعدة فئات من الأسلحة الرشاشة.