ارتفعت حصيلة قتلى الهجوم الانتحاري الذي نفّذه "كومندو" من حركة طالبان مساء أول أمس ضد مطعم بقلب العاصمة الأفغانية كابول، إلى 21 قتيلا، من بينهم 13 رعية أجنبية. وقال محمد زهير رئيس شرطة العاصمة كابول، إن من بين القتلى أمريكيين اثنين وبريطانيين وكنديين ولبنانيين، بينما قُتل ممثل بنك النقد الدولي ومدير المطعم المستهدف في الهجوم المسلح الذي تلا عملية التفجير الانتحاري، عندما حاولا الدفاع عن نفسيهما. ويوجد من بين القتلى أيضا أحد أعضاء شرطة الاتحاد الأوروبي من جنسية دنماركية ومسؤول أممي من جنسية روسية. واستهدف التفجير "مقهى لبنان"، وهو مطعم فخم يقع وسط العاصمة الأفغانية، عادة ما يرتاده الدبلوماسيون والعاملون الأجانب؛ من موظفي الأممالمتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية وأفراد الجاليات الأجنبية المقيمة في كابول. ووقع التفجير عندما فجّر انتحاري نفسه أمام الباب الحديدي للمطعم، فاسحا الطريق أمام عدد من المسلحين، الذين استغلوا الفوضى الناجمة عن التفجير الذي هز وسط المدينة، للدخول إلى المطعم، وفتحوا نيران أسلحتهم على الزبائن قبل أن يلقوا حتفهم إثر تدخّل القوات الخاصة الأفغانية. وسارعت حركة طالبان إلى تبنّي العملية الهجومية على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد، الذي أكد أن الهجوم ضد "مقهى لبنان" كان بغرض الانتقام لمقتل مدنيين أفغان خلال اشتباكات نشبت الأربعاء الأخير، بين مقاتلي الحركة والقوات الأفغانية المدعومة بقوات حلف الناتو في محافظة بروان، الواقعة إلى الشمال من العاصمة كابول. وكانت الرئاسة الأفغانية اتهمت القوات الأمريكية التي تقود التحالف الدولي في أفغانستان، بقتل ثمانية مدنيين، من بينهم سبعة أطفال، إثر هذه الاشتباكات. وليست هي المرة الأولى التي تنفّذ فيها حركة طالبان هجمات من هذا النوع، تستهدف أكثر المناطق تأمينا في قلب العاصمة كابول، في رسائل منها باتجاه الحكومة الأفغانية وحلفائها من الدول الغربية، بقدرتها على الضرب متى وفي أي مكان تريد. وأثار الهجوم ضد المطعم موجة إدانة دولية عارمة، خاصة أن معظم ضحاياه من الأجانب؛ حيث قال الأمين العام الأممي بان كي مون، إن "الهجوم ضد المدنيين أمر غير مقبول البتة، ويشكل خرقا صارخا للقانون الإنساني الدولي". من جانبها، أدانت كاترين أشتون وزير الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الهجوم بشدة، ووصفته بالمرعب وغير المبرر". ونفس موقف الإدانة عبّرت عنه موسكو، التي فقدت أحد رعاياها في التفجير. وقال ألكسندر لوكشفتيش المتحدث باسم الخارجية الروسية، إن الهجوم "يؤكد التصاعد القوي للتهديد الإرهابي في أفغانستان".