قرر الطرفان الاسرائيلي والسوري في ختام ثاني جولة مفاوضات غير مباشرة برعاية تركيا بالعاصمة انقرة عقد لقائين مماثلين الشهر القادم لمواصلة بحثهما عن آليات عملية قصد التوصل الى اتفاق سلام بينهما. وقال وزير الخارجية التركي علي باباجان أمس، أن الطرفين اعربا عن ارتياحهما من سلسلة المحادثات التي تمت بينهما وهو ما دفع بهما الى الموافقة على عقد جولتين جديدتين خلال الشهر القادم. وقال المسؤول التركي الذي رعى هذه المفاوضات الاولى من نوعها منذ عدة سنوات، أن لقاء اليومين الاخيرين تطرق الى "تفاصيل معقدة الى حد ما" ولكنه لم يشأ تحديد طبيعتها واكتفى بالقول أنه "من الصعب إدارة هذه المفاوضات غير المباشرة ولو أنها أقل تعقيدا من المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية". وكان الطرفان السوري والاسرائيلي وافقا يوم 21 ماي الماضي على مقترح تركي بالشروع في سلسلة مفاوضات غير مباشرة برعاية تركية وذلك بعد توقف دام لقرابة ثماني سنوات بسبب الرفض الاسرائيلي المتكرر للانسحاب من هضبة الجولان التي تطالب دمشق باستعادتها الى حدود الرابع من جوان 1967 . ولكن وزير الخارجية التركي الذي كان يتحدث في ندوة صحافية بالليكسمبورغ امام مسؤولين اوروبيين اكد على "عدم الافراط في التفاؤل"، بسبب صعوبة القضايا المطروحة للنقاش بين الجانبين والتي يتعين تناولها بكثير من الحنكة الدبلوماسية. ولكنه أكد أنه مادام هناك امل في التوصل الى اتفاق تفاوضي للسلام فإنه يتعين مواصلة استغلاله ومواصلة مساره متى وافق الجانبان على ذلك. ولم يستبعد مسؤول الخارجية التركي امكانية عقد الرئيس السوري بشار الاسد للقاء قمة مع الوزير الاول الاسرائيلي ايهود اولمرت، بمناسبة انعقاد قمة دول الاتحاد من اجل المتوسط المنتظر عقدها بالعاصمة الفرنسية باريس تحت اشراف الرئيس الفرنسي نيكوال ساركوزي. يذكر ان مفاوضات السلام بين السوريين والاسرائيليين كانت توقفت منذ سنة 1999 بالولايات المتحدة ولكنها ما لبثت ان توقفت بعد ان رفض الجانب الاسرائيلي الانسحاب من هضبة الجولان وهي القضية الشائكة التي حالت الى حد الان دون توصل الطرفين الى اتفاق سلام بينهما. واكد وزير الخارجية الفرنسي بيرنارد كوشنير امس، أن الرئيس الاسد سيكون حاضرا خلال قمة العاصمة الفرنسية في طاولة واحدة الى جانب الوزير الاول الاسرائيلي ايهود اولمرت.