شرع دبلوماسيون سوريون واسرائيليون في مفاوضات غير مباشرة برعاية تركية في العاصمة انقرة في محاولة للتوصل الى اتفاق سلام نهائي بينهما.وتقاطعت تصريحات مسؤولين سوريين واتراك واسرائيليين امس، على تأكيد هذه الاتصالات التي تأتي بعد ثماني سنوات من الانقطاع بعد ان تعثرت مفاوضات مماثلة بينهما سنة 2000 بسبب رفض ادارة الاحتلال الاسرائيلي فكرة الانسحاب من هضبة الجولان المحتل والتي تعد النقطة الخلافية الجوهرية بين الطرفين. وكانت ادارة الاحتلال اول من اعلن عن اجراء هذه الاتصالات قبل ان تؤكدها السلطات السورية، بينما اكدت مصادر وزارة الخارجية التركية ان الطرفين "التزما بمواصلة مفاوضاتهما باصرار واستمرارية الى غاية التوصل الى اتفاق سلام شامل بينهما". وتعليقا على هذه التسريبات اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الموجود بالعاصمة البحرينية، ان اسرائيل التزمت بانسحاب من هضبة الجولان خلال المفاوضات غير المباشرة معها بوساطة تركية. وكان الوزير الاول التركي طيب رجب اردوغان اول من كشف عن مفاوضات محتملة بين اسرائيل وسوريا برعاية تركية وذلك عشية زيارة قادته قبل اسبوعين الى دمشق والتقى خلالها بالرئيس السوري بشار الاسد الذي طرح عليه الفكرة وتقبلتها سوريا. وحيا وليد المعلم امس دور تركيا في هذه المفاوضات والتي شرعت فيها منذ اكثر من عام بين سوريا واسرائيل. وقال رئيس الدبلوماسية السوري ان المفاوضات غير المباشرة الجارية بالعاصمة التركية تهدف الى التوصل الى ارضية مناسبة لاستئناف مفاوضات مباشرة لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة على اساس مرجعية مؤتمر مدريد للسلام والذي نص على معادلة الارض مقابل السلام. يذكر ان مفاوضات جرت بين سوريا وادارة الاحتلال سنة 1993 في عهد حكومة الوزير الاول الاسرائيلي المغتال اسحاق رابين ولكنها توقفت بمجيئ خليفته ارييل شارون الذي اعاد منطق القوة في التعامل مع سوريا والفلسطينيين وكان سببا في زيادة تأزيم الاوضاع التي كادت ان تؤدي الى حرب شاملة. وشهدت العاصمة التركية خلال الاشهر الاخيرة زيارات مكثفة لمفاوضين سوريين واسرائيليين مهدت الارضية قبل اعلان الطرفين عن هذه المفاوضات برعاية من الوزير الاول التركي طيب رجب اردوغان الذي استغل علاقاته المتميزة مع اسرائيل والجارة سوريا لتقديم خدماته لتحقيق السلام بين البلدين.