فضحت تسريبات مضمون تسجيل صوتي لحديث أدلى به الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، سنة 2011 لصحفي فرنسي وتعتزم قناة "فرانس 3" بثه مساء اليوم، حقيقة الأموال التي يكون الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي قد حصل عليها من النظام الليبي السابق لتمويل حملته الانتخابية للانتخابات الرئاسية سنة 2012. وكانت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نشرت جزءا من هذا الحديث شهر مارس2011 شهرا بعد اندلاع الثورة الليبية والتي تمكنت فيها القوات الحكومية من دحر الثوار القادمين من شرق البلاد قبل أن تتدخل الأممالمتحدة بضغط أمريكي فرنسي من اجل قلب موازين المعركة. وقال القذافي في الحديث انه شعر بخيانة "صديقه" ساركوزي الذي استقبله استقبال الملوك في باريس سنة 2007. ووصف القذافي الرئيس الفرنسي السابق ب«المعتوه" وقال انه لولا الأموال التي قدمها له لما تمكن من الوصول الى قصر الاليزي قبل أن يضيف نحن الذين مددناه بالأموال التي سمحت له بتحقيق فوزه في رئاسيات ماي 2007. وفضح القذافي الرئيس الفرنسي السابق بالقول انه "زارني يوم كان وزيرا للداخلية وطلب مني دعما ماليا تحسبا لانتخابات الرئاسة سنة 2007". واعتبر العقيد الليبي الراحل أن فوز مرشح للرئاسة الفرنسية بكرسي قصر الاليزي بأموال ليبية يعد مكسبا هاما لليبيا واكتفى بذلك دون أن يكشف عن قيمة الأموال التي سلمها للرئيس ساركوزي ولا طريقة تسليمها إياه. ولكن عنود السنونسي ابنة مدير المخابرات الليبية عبد الله السنوسي المقيمة حاليا في باريس أكدت الأسبوع الماضي أن والدها المسجون في ليبيا قدم أدلة إثبات في هذه القضية بما يدين الرئيس الفرنسي السابق. وأدت هذه التصريحات المسربة إلى فتح الطريق أمام أحد القضاة الفرنسيين للنبش في حقيقة هذه الاتهامات التي نفاها الرئيس نيكولا ساركوزي والتي إن تأكدت صدقيتها فإنها ستشكل ضربة قوية لشخصه ولكل اليمين الفرنسي دون الحديث عن الملاحقات التي قد تطاله أمام العدالة الفرنسية. وثارت ثائرة النظام الليبي الأسبق بعد أن قرر الرئيس ساركوزي ضمن حسابات استراتيجية رافقت أحداث الربيع العربي في تونس وليبيا الاعتراف بالمجلس الوطني للثوار الليبيين وهو ما اعتبره العقيد القذافي بمثابة طعنة في الظهر من شخص كان يعتقد واهما أنه صديقه.