المتجول في شوارع العاصمة بعد الساعة السابعة مساء ولا أقول ليلا، يعتقد أنه يتجول في مدينة مهجورة، كل شيء مغلق، من المقهى إلى المخبزة إلى المطعم وغيرها من المحلات. عاصمتنا ليست ككل عواصم العالم، تنام مبكرا حتى أن بعض السياح تبدو عليهم علامات الحيرة إلى أين يتجهون ليتناولوا طعاما أو شايا أو قهوة! تصوروا رحلات جوية تصل مطار هواري بومدين بعد الساعة الثامنة ليلا، لكن ما إن يصل هؤلاء القادمون من جزائريين وأجانب، قلب العاصمة حتى يصطدموا بأن أهل العاصمة ناموا!؟ فكل عواصم العالم تدب فيها الحركة والنشاط إلى ساعات متأخرة من الليل، وبعضها يتميز بحركية دون انقطاع، إلا عاصمتنا ،، أبهذا نريد أن نطور السياحة ونستقطب السياح؟ لقد أصبح من الواجب علينا تطهير العاصمة وتنظيفها من النفايات في كل مكان وفي وضح النهار ومن الروائح الكريهة ثم إلزام المحلات التجارية بدفتر شروط يفرض استمرار النشاط لساعات متأخرة. وبالموازاة مع ذلك يجب أيضا توفير شروط هذه الحركية من نقل عمومي وأمن ونشاط ترفيهي، لتعويد الناس على أن التسوق ليس مقتصرا على النهار فقط، بل يمكن القيام به ليلا بعد أوقات العمل، وتجنيب العاصمة الازدحام نهارا. أملنا أن تتحرك السلطات المحلية وعلى رأسها المجلس الشعبي الولائي، لإعادة الاعتبار لعاصمة الوطن وإعطائها مكانتها اللائقة والارتقاء بها إلى مصاف عواصم العالم، نظافة وحيوية ونشاطا.