دعا السيد عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة، لإقناع الشعب بضرورة المشاركة الواسعة في اختيار من يحكمه خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، لتجنيب البلاد تكرار سيناريو التسعينيات والحفاظ على الاستقرار والأمن بتكريس الديمقراطية لاختيار من يقود البلاد. كما طالب بالعمل على إنجاح هذه الانتخابات وتسيير الحملة الانتخابية في جو من الهدوء. وطالب السيد بن صالح أعضاء مجلس الأمة بالعمل على إنجاح الاستحقاق الوطني في 17 أفريل المقبل، والعمل على إقناع الشعب بأهمية المشاركة في الانتخابات، مشيرا إلى أن المشاركة تعد واجبا "مواطنيا" و«أخلاقيا". وأضاف السيد بن صالح في كلمة ألقاها بمناسبة اختتام الدورة الخريفية للبرلمان، أمس، أن التفريط في استعمال هذا الحق ومقاطعة الانتخابات قد يحمل في طياته عواقب غير حميدة، قائلا أن "تجربة التسعينيات ليست بالبعيدة عن أذهاننا، ولا نريد أن نعيشها من جديد"، معبرا عن أمله في أن يكون هذا الموعد مناسبة مواتية لمشاركة شعبية واسعة لاختيار الرئيس وتكريس الممارسة الديمقراطية. وفي هذا السياق، صرح المتحدث بأن ما يدعو للارتياح هذه المرة هو أن الممارسة الديمقراطية لم تعد مجرد شعار بقدر ما أضحت حقيقة ملموسة، كما أن التعددية السياسية والحزبية باتت واقعا ملموسا أيضا يتعامل معها كعامل تنوع وثراء وليس كعنصر اختلاف وتفرقة. كما أشار السيد بن صالح إلى أن الحضور الكبير للأحزاب يدعو للارتياح، غير أن هذه الأحزاب مطالبة بالتحرك جديا في الساحة السياسية لتحفيز المواطن على الذهاب إلى صناديق الاقتراع. وفي معرض حديثه، طالب رئيس الغرفة العليا للبرلمان السلطات العمومية بتوفير كافة الشروط المشجعة على تأدية هذا الواجب الانتخابي، معترفا في ذات الوقت بخبرتها في تنظيم الانتخابات المحلية والوطنية. وفي سياق منفصل، دعا السيد بن صالح الحكومة إلى بذل المزيد من الجهد لوضع حد للعوائق التي لا زالت تؤثر على وتيرة التنمية وعلى مصداقية عمل الدولة خاصة ما تعلق بالفساد والبيروقراطية وكذا المحسوبية واستغلال النفوذ. وبالرغم من ذلك –يقول المسؤول– فالجزائر آمنة ومستقرة وهي بخير نظرا لمؤشراتها الاقتصادية التي وصفها ب«الايجابية" بفضل السياسة التي انتهجها رئيس الجمهورية وبفضل يقظة أبنائها الذين كانوا باستمرار واعين لواقع التحديات التي تواجه بلادهم ومدركين لحقيقة مضاعفات التطورات التي تجري في منطقتهم حسب السيد بن صالح الذي أردف قائلا أن هذا الوعي وذلك الإدراك إضافة إلى كل ما تحقق من إنجازات جنب الجزائر الوقوع في هزات من شأنها الإضرار باستقرارها ووحدة شعبها. وفي هذا الصدد، ألح السيد بن صالح على ضرورة الاستمرار في تقوية هذه اليقظة وبذل الجهد لصيانة وحدة الشعب والحفاظ على الانسجام الاجتماعي والدفاع عن المكاسب بدعوة الجميع للعمل على تعزيز الاستقرار وتقوية أركان الدولة. وبهذه المناسبة، أشاد بالجهود التي يبذلها الخيرون من أبناء الجزائر من أجل إعادة الأوضاع لحالتها الطبيعية في ولاية غرداية، حيث دعا الأطراف المعنية إلى اعتماد الحوار لحل المشاكل لدى بروز التوترات الظرفية أو عندما تتعكر الأجواء بين الأفراد بالأخذ بعين الاعتبار المصلحة العليا للبلاد قبل أي مصلحة أخرى. وفي معرض حديثه عن الإنجازات التي حققتها الدولة قال السيد بن صالح إن الفهم الخاطئ الذي يحاول البعض طرحه للتعتيم على نتيجة الجهد التنموي المبذول لا يعدو أن يكون سوى محاولة بائسة لطمس معالم الواقع الملموس لتغليط الرأي العام بحقيقة الأمور. كما أضاف أن أصحاب هذا الطرح الذين أسماهم ب«أصحاب الطروحات السوداوية" مطالبون بالتحلي بالحد الأدنى من الموضوعية عند إصدار الأحكام أو التعاطي مع الوقائع والأرقام. وسجل رئيس مجلس الأمة بارتياح الجهود التي تقوم بها الحكومة من خلال متابعتها الميدانية للمشاريع الإنمائية عبر الولايات. مثمنا التدابير التي اعتمدتها الحكومة لترقية الاستثمار والإجراءات التحفيزية لتوجيه هذه الاستثمارات نحو الجنوب والهضاب لخلق مناصب الشغل. كما أشاد المتحدث بالجهد الرامي لعصرنة الإدارة والتخفيف من ثقل معاملاته وتفعيل الإدارة الالكترونية وكذا إصلاح القطاع المالي ومحاربة التجارة الموازية. أما فيما يخص الدورة الخريفية للبرلمان التي اختتمت فوصفها السيد بن صالح بأكثر من العادية كونها كانت غنية من حيث عدد النصوص المصادق عليها ومن حيث مضمون هذه النصوص وأهدافها. علما أن البرلمان ناقش وصادق خلال هذه الدورة على عدة قوانين هي قانون المالية ل2014، قانون ضبط الميزانية لسنة 2011، قانون المحاماة، قانون السمعي البصري، قانون المناجم، قانون العقوبات، وقانون السندات ووثائق السفر.