كشفت الزيارات الميدانية التي قامت بها لجنة التربية والتعليم والتكوين المهنيين بولاية الجزائر، أن أزيد من 70 بالمائة من وحدات الكشف ومتابعة الصحة المدرسية على مستوى المؤسسات التربوية تملك تجهيزات طبية حديثة، لكنها غير مستغلة بالنظر إلى النقائص المسجلة على مستوى الوحدات، وفي مقدمتها غياب التوصيلات الحديثة المتعلقة بمادتي الكهرباء والغاز تبقى من بين أكبر المعضلات التي تحول دون استغلال التجهيزات الطبية الحديثة. وأفاد رئيس لجنة التربية والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الولائي السيد، محمد الطاهر ديلمي، بأن الخرجة الأخيرة التي قامت بها اللجنة على مستوى عدة مؤسسات تربوية بالعاصمة، كشفت وجود توصيلات جد قديمة بالمؤسسات التربوية التي تم بناؤها خلال السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي بات يحول دون استغلال تجهيزات طبية حديثة على مستوى وحدات الكشف ومتابعة الصحة المدرسية، مشيرا إلى أن المؤسسات التربوية التي تسجل هذا المشكل هي تلك الموجودة بوسط النسيج الحضري القديم للعاصمة، ومن بينها الابتدائيات المتواجدة بالدائرة الإدارية لسيدي امحمد وباب الوادي، حيث تم توصيل هذه المؤسسات التربوية بنظام كهربائي قديم جدا، ذي ضغط ضعيف جدا، ولا تسمح التوصيلات الكهربائية ذات التيار الضعيف باستغلال التجهيزات الجديدة التي تتطلب توترا عاليا، كما أن الكيفية التي تم بها توصيل المدراس القديمة بمادة الكهرباء والغاز، لا تخضع للشروط والمعايير المعمول بها، والتي تصر مؤسسات توزيع الكهرباء والغاز على توفيرها من أجل الحفاظ على سلامة التلاميذ. ومن بين المؤسسات التربوية التي تعاني من هذا المشكل المؤسسات القديمة التي بنيت في الحقبة الاستعمارية وإبان الاستقلال، كثانوية عمر راسم ببلدية سيدي امحمد وثانوية الشيخ بوعمامة ببلدية المرادية، وكذا مدرسة حمايزي العمري بنفس البلدية. وأضاف السيد ديلمي، أن المشكل طال أيضا التوصيلات الخاصة بالتدفئة، حيث معظم المؤسسات التربوية في مختلف المقاطعات الإدارية، تفتقر للتدفئة المركزية، لغياب المعايير التي تتطلبها هذه الأخيرة، في حين أن أخرى استنجدت بالتدفئة العادية عن طريق توفير في الأقسام مدفآت عادية إلى غاية تزويدها من الجهات الوصية ومؤسسة توزيع الكهرباء والغاز بالتدفئة المركزية. وفي ذات الإطار قدمت اللجنة الوصية توصيات بشأن النقائص الخاصة بغياب التدفئة ببعض المدارس الابتدائية، وكذا التوصيلات القديمة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على التلاميذ، ولا تسمح باستغلالها في تشغيل بعض المعدات الكهربائية الحديثة، وفي مقدمتها التجهيزات الطبية الحديثة بوحدات الكشف ومتابعة الصحة المدرسية، أما بالنسبة لرفض مؤسسات توزيع الكهرباء والغاز إيصالها بهاتين المادتين، فالسبب يتعلق بانعدام المعايير المعمول بها والمطلوبة، حفاظا على أمن وسلامة التلاميذ.