خلف التفجير الذي استهدف، أمس، مدرسة خاصة بمدينة بنغازي الليبية، إصابة 12 طفلا، اثنان وصفت إصابتهما ب«الخطيرة". وقال مصدر أمني أن شخصا ألقى قنبلة من فوق حائط مدرسة خاصة لحظة خروج التلاميذ للاستراحة مما تسبب في إصابة البعض منهم بجروح متفاوتة. وحسب نفس المصدر، فإن من حسن حظ هؤلاء أن القنبلة كانت ضعيفة المفعول وإلا كانت أحدثت كارثة حقيقية في صفوف التلاميذ. وتحولت مدينة بنغازي مهد الثورة التي أطاحت بنظام العقيد القذافي إلى مسرح لأعمال عنف مختلفة استهدفت مسؤولين عسكريين وسياسيين ونشطاء حقوقيين ولكنها أول مرة يكون فيها أطفال المدارس هدفا لمثل هذه الأعمال مما أثار تساؤلات في أوساط الليبيين حول الهدف من مثل هذا الهجوم. ويأتي هذا الهجوم في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الليبية انتهاءها من عملية تدمير كامل مخزونها من الأسلحة الكيماوية ضمن خطوة للقضاء على فوضى السلاح التي تهدد أمن واستقرار البلاد. وقال وزير الخارجية الليبي، محمد عبد العزيز، في ندوة عقدها رفقة المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية أحمد أزومجو إن "تنفيذ هذا البرنامج من شأنه أن يسهم في تهيئة أسباب الأمن والسلم الدوليين". وكانت ليبيا شرعت في التخلص من أسلحتها الكيماوية عام 2004 بعد أن انضمت إلى المعاهدة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية وأصبحت عضوا في منظمة حظر هذه الأسلحة الفتاكة. ومع طي ليبيا لقضية مخزونها من الأسلحة الكيماوية تتواصل الجهود الداخلية للدفع بالمسار الانتقالي السياسي. وفي هذا السياق، وافق نواب البرلمان الليبي على خارطة طريق جديدة تسحب الثقة من الحكومة المؤقتة برئاسة على زيدان في غضون أسبوعين كما وافقوا على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة العام الجاري في حالة عدم التوصل إلى صياغة الدستور الجديد في موعد أقصاه 120 يوما من تاريخ عمل اللجنة المكلفة بإعداده بداية مارس القادم. وفشل البرلمان الليبي الشهر الماضي في تمرير قرار سحب الثقة من حكومة زيدان لعدم اكتمال النصاب القانوني المقدر ب120 صوتا من إجمالي أعضاء البرلمان. وتسعى بعض الكتل لسحب الثقة من الحكومة بعد أن حملتها مسؤولية الفشل في احتواء الوضع الأمني المتدهور بينما ردت الحكومة بأنها تبذل كل ما في وسعها لتحقيق هذه الغاية.