ينتظر أن تشهد جلسة المؤتمر الوطني العام الليبي يوم غد الأحد نقاشا ساخنا، بعد أن أكد نواب فيه عزمهم رفع مذكرة لسحب الثقة من رئيس الحكومة علي زيدان. وينتمي هؤلاء النواب إلى حزب العدالة والبناء، الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين الليبية، والذين يصرون على إقالة زيدان من منصبه وإسقاط حكومته، التي أكدوا أنها فشلت في الإيفاء بوعودها التي قطعتها على نفسها. وجاء مسعى حركة الإخوان المسلمين الليبية، في وقت أكد فيه عبد المجيد مليقطة، رئيس اللجنة العليا لتحالف القوى الوطنية الليبية، أنه لا يوجد أي اتفاق بين حزبه وحزب العدالة، والبناء يهدف إلى سحب الثقة من حكومة علي زيدان. وقال إن أعضاء التحالف لم يجروا أية اتصالات في هذا الشأن مع أعضاء حزب العدالة والبناء طيلة المدة الماضية، داحضا في ذلك تصريحات عمر بوشاح، نائب البرلمان عن كتلة العدالة والبناء الإسلامي بخصوص اتفاق بين الحزبين من أجل سحب الثقة من الحكومة المؤقتة. وتصاعدت في الفترة الأخيرة الانتقادات باتجاه حكومة علي زيدان، التي عجزت على احتواء فوضى أمنية عارمة بلغت أوجها قبل أيام قليلة باختطافه هو شخصيا لساعات قبل أن يطلق سراحه. وهو ما جعل عدة متتبعين يرون في حادثة الاختطاف بمثابة الدليل القاطع على هشاشة هيئة تنفيذية، عجزت حتى بعد عامين من الإطاحة بالنظام السابق من فرض منطقها وهيبتها على مختلف المليشيات المسلحة الرافضة لتسليم أسلحتها، والاندماج في صفوف الجيش ومختلف القوات والأجهزة الأمنية الليبية. وفي ظل استمرار هذه الفوضى، تستمر معها أعمال العنف التي تستهدف بالدرجة الأولى العاملين بالقوات الأمنية الليبية من شرطة وجيش. وفي آخر عملية في هذا السياق، لقي قائد الشرطة العسكرية الليبية مصرعه أمس، في هجوم مسلح استهدفه بمدينة بنغازي إلى أقصى شرق البلاد. وقال العقيد عبد الله علي زايدي، إن "العقيد مصطفى البرغتي، رئيس الشرطة العسكرية التابعة لقائد هيئة أركان الجيش قتل أمام منزله بطلقات نارية من قبل مجهولين، حيث لفظ أنفاسه بقسم الجراحة بمستشفى الجلاء، بعد أن استعصى إنقاذ حياته بعد إصابته برصاصة في الرأس وأخرى في الصدر. للإشارة، فإن العقيد البرغتي يعد أول ضابط منشق عن النظام السابق الذي أسس مجموعة مسلحة لمواجهة قوات العقيد معمر القذافي، بعد اندلاع الاحتجاجات التي سرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح وانتهت إلى الإطاحة بهذا الأخير في أكتوبر 2011. وتحولت مدينة بنغازي مهد الثورة الليبية إلى مسرح لهجمات مسلحة يومية وعمليات اغتيالات، استهدفت بالخصوص ضباطا في الجيش والشرطة وحتى نشطاء سياسيين وحقوقيين وإعلاميين، كما لم تسلم الممثليات الدبلوماسية والقنصليات الأجنبية بها من جحيم هذه الهجمات، كانت آخرها الاعتداء الذي استهدف في 11 من الشهر الجاري قنصلية السويد، التي تعد آخر قنصلية أجنبية أبقت أبوابها مفتوحة في مدينة بنغازي.