لقاء بست نقاط، ذلك الذي سيجري غدا بملعب الحبيب بوعقل بين فريقي جمعية وهران ورائد ترتيب الرابطة الاحترافية الثانية اتحاد سيدي بلعباس، إذ إن فوز الوهرانيين سيضربون به عدة عصافير بحجر واحد، منها استرجاع الريادة التي كانوا فقدوها لمصلحة منافسهم البلعباسي الذي انفرد بها، بعد تعادلهم في باتنة أمام الشباب المحلي، وتعميق فارق النقاط عن الرابع في لائحة الترتيب؛ لأن المعنيين بالصعود في نهاية الموسم الكروي سيكونون ثلاثة. والمهم بالنسبة لهم أن يعبروا إلى الرابطة الاحترافية الأولى بغضّ النظر إن تُوّجوا باللقب أم لا، ووضع حد لتعثرات الفريق الوهراني أمام منافسيه المباشرين على الصعود، والذي هزّ صورتهم نوعا ما لدى مناصريهم ومتتبعي خطوات البطولة الوطنية، إذ سبق لزملاء المستقدم الجديد نصر الدين بحاري وأن فشلوا أمام وداد تلمسان واتحاد البليدة بميدانهم، وانهزموا في مواجهة نصر حسين داي بملعب 20 أوت بالعاصمة، وأخيرا وليس آخرا، كسب ود الأنصار نهائيا فيما تبقّى من مواجهات هذا الموسم، حيث يُنتظر أن يتوافد عدد كبير من المحبين ”الجمعاوة” على ملعب بوعقل على غير العادة، وفي سابقة منذ انطلاق التنافس الرسمي. وبحسب إدارة رئيس النادي الهاوي مروان باغور، فإنها تنتظر زحف ما لا يقل عن 10 آلاف مناصر وهراني على مكان المواجهة يوم غد. وإدراكا منها بأهمية الرهان وضرورة مروره في أجواء رياضية مميزة مع هذا التوافد الغفير المنتظر لأنصار الفريقين، أكد أحد مسيّريها بأنها ترصد كل الجهود حتى يكون ”داربي” الغرب عرسا حقيقيا لكرة القدم الجزائرية، لافتا الانتباه إلى أنه (أي الداربي) رغم أهميته فهو ليس مصيرا؛ لأن مشوار البطولة لايزال طويلا، لكنه استطرد بأن إدارته ستقوم باللازم حتى تبقي التشكيلة الوهرانية على النقاط الثلاث بملعب بوعقل.وكان المسيّر كشف عن أنه تم تخصيص منعرج الملعب للضيوف البلعباسيين، وأنهم سيحظون بحماية في إطار الإجراءات الأمنية المشددة التي ستُتخذ خصيصا لهذه المواجهة. وإذا كان هذا المسيّر يقصد باللازم المرصود لزملاء القائد بالغ، تخصيص منحة مغرية نظير الفوز باللقاء (بعض الأخبار تتحدث عن 10 ملايين سنتيم لكل لاعب)، فإن المدرب كمال مواسة استبق فعل الإدارة بالتشديد على ضرورة كفها اللعب عن هذا الوتر، حتى لا تجرّ اللاعبين إلى التفكير في المنحة أكثر من المباراة في حد ذاتها، وهو ما عمل عليه طيلة حصص هذا الأسبوع؛ حيث ألزم لاعبيه عدم الحديث بكثرة إلى وسائل الإعلام، والابتعاد قدر الإمكان عن التصريحات الاستفزازية التي تعود بالوبال على معنويات الفريق. كما دعاهم إلى التركيز قبالة المرمى، وعدم تضييع ما يصنع من فرص برعونة؛ وعيا منه أن مثل هذه اللقاءات الهامة تُلعب وتُحسم في جزئيات صغيرة.وقد أسدى مواسة هذه النصائح لكل لاعبيه بمن فيهم المصابون، الذين التحقوا بالتدريبات تباعا، وكان آخرهم المهاجم بن شعبان، الذي قطع بذلك غيابا طال لأشهر، وتحديدا منذ لقاء الجولة السابعة من البطولة ضد اتحاد حجوط، وحتى إن يستبعد اللاعب السابق لفريق مولودية بجاية من قائمة اللاعبين المدعوين لهذا اللقاء، إلا أن التحاقه بزملائه يمنحهم شحنة معنوية هامة لوزن بن شعبان في الفريق.في حين ستتوفر لمواسة مع العائدين الآخرين من الإصابة (باركة وعثماني) والمعاقب (عابد)، حلول إضافية خاصة في خطي الوسط والهجوم رغم أن الراجح لدى التقني الوهراني أنه لا يغير تشكيلة ناجحة إلى حد الآن، ويداوم لاعبوها على اللعب مع بعضهم البعض منذ قص شريط بطولة هذا الموسم، وقد يدفع بأصحاب الخبرة في أوقات الشدة، إما لكسب الأسبقية في النتيجة أو الحفاظ عليها، وهؤلاء أظهروا استعدادا كاملا ليكونوا تحت تصرف مدربهم في أي وقت. وفي هذا الصدد، يقول عابد المستقدَم الجديد من اتحاد عنابة في مرحلة الانتقالات الشتوية، ”أنا جاهز بدنيا ونفسيا للقاء اتحاد سيدي بلعباس متى ما أراد المدرب مواسة الاعتماد عليّ؛ فأنا لم أكن أعاني من الناحية البدنية، لأنني كنت ألعب بانتظام مع فريقي السابق اتحاد عنابة، كما واصلت تحضيري في فريقي الجديد الجمعية، خاصة هذا الأسبوع؛ حيث انصهر الجميع في بوتقة واحدة حتى نكون في الموعد لملاقاة بلعباس. وما أراحني وشجّعني كثيرا الأجواء الرائعة التي تتم فيها التدريبات، واستعداد جميع اللاعبين لإعطاء كل ما لديهم حتى ينتصر الفريق. ويسعد أنصارنا الذين نتوقع مجيئهم بكثرة. وما شاهدته في المدة القصيرة مع الجمعية وهران يجعلني متفائلا بصعودها هذا الموسم”.