لايزال كمال مواسة مدرب جمعية وهران، مصرّا على رفض خوض فريقه لأي لقاء ودي تحضيري في فترة الراحة الحالية التي أُجبرت عليها؛ بسبب برمجة منافسة الدور ثمن النهائي لكأس الجمهورية، وهي المنافسة التي لا تعني ”الجمعاوة” لا من قريب ولا من بعيد، بعدما كانت أُقصيت باكرا منها، وتحديدا في الدور الثاني والثلاثين على يد نادي حيدرة. وعوض الاستجابة لطلب أولمبي أرزيو للتباري وديا، فضّل التقني الوهراني إقحام لاعبيه في مباراة تطبيقية أول أمس، كانت فرصة لتزويدهم بنصائح وتعليمات فنية وتكتيكية ضرورية. كما حاول معالجة نقص الفعالية الهجومية، التي لازالت تشكو منها القاطرة الأمامية للفريق، في ظل تضييع مشكّليها لعدد معتبر من الفرص الأكيدة في كل مباراة رغم تبوّؤ الجمعية الوهرانية لريادة الترتيب، وهذا الإهدار يسعى مواسة للتقليل منه إلى أقصى حد، مع استعادة المستقدمَين الجديدين في فترة التحويلات الشتوية؛ نصر الدين بحاري وعباس عيساوي؛ لجاهزيتهما البدنية المطلوبة من لدن فريقيهما الجديدين، فضلا عن خبرتهما، إضافة إلى بعض اللاعبين الآخرين المتعافين نهائيا من إصاباتهم. وكان الأسبوع الأول من هذه الراحة الإجبارية، قد أفادت الجمعية الوهرانية بعودة هؤلاء اللاعبين المصابين تباعا، وانضمامهم للتدريبات، سواء أكانت جماعية أو التي أدوها بمفردهم قبل الاندماج مع المجموعة، كالشاب ثابتي، الذي فضّلت الإدارة ضمه لتشكيلة الآمال، التي ستخوض اليوم لقاء صعبا برسم الدور ثمن النهائي لكأس الجمهورية بملعب بوعقل، ضد رائد البطولة الاحترافية الأولى شبيبة الساورة، إلى جانب زميليه بن قابلية وباركة، اللذين استنجدت الإدارة كذلك بخدماتهما حتى يمنحا الإضافة اللازمة، ويقوّيا حظوظ تشكيلة أقل من 21 سنة للمرور إلى الدور القادم، خاصة إذا علمنا أن مدربها زحاف يراهن على موسم ناجح في الجبهتين؛ البطولة التي ينفرد أشباله بريادتها إلى حد الآن بالشراكة مع فريق اتحاد حجوط، والكأس، حتى يكرروا نفس إنجاز الموسم الماضي، علما أن هذه التشكيلة هي الوحيدة التي بقيت تدافع على ألوان الفريق بعدما أُقصيت كل الفئات الأخرى، بما فيها الأكابر. وإضافة إلى ثابتي، سجل لاعب الوسط عمر أوسماعيل عودته إلى التدريبات بعد غياب لعدة أسابيع بسبب إصابة في الظهر. وكان اللاعب السابق لفريق نصر حسين داي، قد شارك في وقت سابق من هذا الأسبوع، في تدريبات المنتخب الوطني العسكري، علما أن أوسماعيل كان قاب قوسين أو أدنى من التسريح في الميركاتو الشتوي، غير أن الارتياح الكبير الذي عمّ الطاقم الفني واللاعبين على حد سواء، هو استعادة المهاجم القوي غيلاس بن شعبان لحيويته ونشاطه، بعدما جمّدتهما إصابة كان تلقّاها على مستوى وتر الكاحل، حيث قضى هذا الأسبوع مجتهدا في التدريبات بمفرده، في انتظار الضوء الأخضر من مدربه للالتحاق بالتدريبات الجماعية، وقد تقلّل عودة اللاعب السابق لفريق مولودية بجاية، الأرق الذي يلازم مواسة بسبب نقص النجّاعة الهجومية، خاصة إذا علمنا أن بن شعبان كان أنهى الموسم الماضي هدافا للفريق رفقة زميله بالغ بتسعة أهداف لكليهما رغم أنه كان حلّ بالجمعية الوهرانية معارا في فترة التحويلات الشتوية من مولودية بجاية. وستعدّد عودة بن شعبان بالتأكيد، الخيارات أمام مدربه مواسة، الذي كان اشتكى وبرّر طيلة مرحلة الذهاب، قلة فعالية خط هجوم فريقه بنقص خبرة مهاجميه الشباب في غالبيتهم. وتعود، صبيحة اليوم، التشكيلة إلى حيوية التمارين بعد يوم راحة استفادت منه لالتقاط الأنفاس، قبل التعاطي مجددا مع المنافسة الرسمية؛ حيث ينتظرها موعدان هامان يلغَى فيهما التعثر، خرجة صعبة إلى ميدان شباب باتنة، وبعدها استقبال الشريك في الريادة اتحاد سيدي بلعباس.