الحاجة إلى وجود أماكن للترفيه والتسلية بالعاصمة جعلت الإقبال على شاطئ ”الصابلات” الذي افتتحت أبوابه مؤخرا كبير، بدليل توافد العائلات مرفقة بالأطفال منذ ساعات الصباح الأولى، رغم افتتاح هذه الواجهة البحرية في فصل الشتاء، غير أن برودة الطقس لم تمنع الأطفال من التفاعل مع كل الألعاب والبرامج الترفيهية التي أعدت. عندما وصلت ”المساء” إلى شاطئ ”الصابلات”، كانت الساعة تشير إلى ال 10 صباحا، حيث كان الشاطئ مجهزا بكل المرافق الضرورية لضمان الرفاهية، المتعة وحتى الفرجة، حيث نصبت الأجنحة التي تؤمن للأطفال المشاركة في مختلف الألعاب الترفيهية التي فاق عددها 5 أجنحة، حيث تولى منشطون تابعون لمديرية الشباب والرياضة الإشراف عليها، بينما خصصت الأخرى لممارسة بعض الأنشطة الرياضية، إذ وضعت الدراجات الهوائية وبعض السيارات الصغيرة في خدمة الراغبين في ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، وعلى طول الشريط الساحلي لشاطئ ”الصابلات” توزعت الفرق الأمنية لتوفير الأمن بالشاطئ، بينما عكف عمال النظافة على الحفاظ على الشاطئ نظيفا وحث المواطنين على التحلي بالثقافة البيئية. في حديثنا إلى السيد محمد يحيى باشا الذي قدم من بلدية الحراش رفقة أطفاله قال: ”أحسن ما قام به والي العاصمة هو الإسراع في فتح شاطئ الصابلات، كون العاصمة تفتقر لأماكن الترفيه الخاصة بالأطفال، بعدما أصبحت المرافق المعتادة، كشاطئ الكتاني وغابة بوشاوي تعرف إقبالا كبيرا وأضحت مألوفة”، وشدد محدثنا على ضرورة التأكيد على الجانب الأمني الذي يعتبر غاية في الأهمية لسلامة العائلات، وهو نفس الانطباع الذي رصدناه عند سيدة رفقة أطفالها قدمت من بلدية بولوغين عبرت عن فرحتها الكبيرة بفتح هذا الفضاء الترفيهي الذي يحوي العديد من مرافق التسلية الموجه للأطفال، مؤكدة على ضرورة الحرص على الجانب الأمني الذي يعتبر مهما لتشعر العائلات بالطمأنينة على أطفالهم. أوكلت مهمة برمجة الأنشطة الترفيهية لمديرية الشباب والرياضة ممثلة في الرابطات الشبانية، دور الشباب وبعض الحركات الجمعوية، وفي حديثنا إلى كسيلة حميدي عضو بالرابطة الشبانية ”الهواء الطلق للترفيه والمبادلات الشبانية” قال: ”بأن الرابطة تضع بين أيدي الأطفال والشباب الراغب في ممارسة بعض الأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق دراجات كبيرة وصغيرة، وبعض السيارات الموجهة للتسلية، ولا يخفى عليكم؛ ”بأن تجاوب الأطفال كان كبيرا للمشاركة في مختلف الأنشطة الترفيهية”. من جهته اعتبر محمد زعموم منشط بدار الشباب بحي المنظر الجميل ببلدية عين البنيان، أن فتح الشاطئ للعائلات يومي العطلة غير كاف بالنظر إلى حاجة الأطفال للعب والترفيه في الهواء الطلق. وطالب في المقابل بضرورة فتحه يوم الثلاثاء أيضا كونه يتزامن ويوم عطلة الأطفال، على أن يتم فتحه أثناء العطل الفصلية والصيفية طيلة أيام الأسبوع. بينما عبرت بعض العائلات المستجوبة عن فرحتها الكبيرة لوجود حظيرة مجانية للسيارات، شأنها شأن كل الألعاب التي يشارك فيها الأطفال، دون أن يدفعوا فلسا واحدا، وهو الأمر الذي أبهج العائلات. تزامن تواجد ”المساء” بشاطئ ”الصابلات” في اليوم الثاني من افتتاحه وتواجد القافلة التحسيسية للحماية المدنية التي حطت الرحال به لتوعية العائلات بالمخاطر الناجمة عن الحوادث المنزلية وحوادث السير، وحسب النقيب رابح بن محي الدين، فإن تواجد القافلة بالشاطئ يعكس تجسيد مبدأ الاحتكاك مع المواطنين، حيث قال:”إن الهدف الذي نتطلع إليه هو الوصول إلى غرس ثقافة الوقاية والأمن، لأن الأوان حان ليدرك المواطن بنفسه مدى خطورة بعض الأخطاء التي يرتكبها عقب وقوع بعض الحوادث التي بإمكانه تفاديها لو أنه تمتع ببعض الوعي في مجال الإسعاف الأولي”. وفي رده عن سؤالنا حول مدى تجاوب العائلات المتوافدة على الشاطئ، أكد محدثنا أن الفضول دفع الأطفال إلى حث أوليائهم على التقرب من القافلة للاستفسار عن سبب تواجد فرق الحماية المدنية بالمكان، وكانت بذلك المناسبة فرصة لتوعيتهم ببعض المخاطر وكيفية الوقاية منها.