اكتست مرتفعات جبال ومناطق المدن الشرقية بالوطن حلّة بيضاء بعد التساقط الكثيف للثلوج التي عادت من جديد بعد غياب دام أسابيع، وهو ما بعث جوا من الفرحة والبهجة في نفوس المواطنين والأطفال والفلاحين والموالين الذين استبشروا خيرا بموسم فلاحي جيّد. كما تسبّبت هذه الثلوج المتساقطة، من جهة أخرى، في قطع حركة المرور بعدة طرق ببعض الولايات. وشهدت مرتفعات الشريعة بالبليدة، منذ أمس الثلاثاء، تساقطا كثيفا للثلوج مصحوبة بموجة من البرد القارس إلا أن ذلك لم يمنع عددا كبيرا من السكان من التوجه إلى قمم الجبل للتمتع بالديكور الطبيعي الخلاب وأخذ صور تذكارية لتخليد هذا ”الحدث”. ولم تنل موجة البرد من عزم عشاق الطبيعة الذين أبوا إلا أن يتنقلوا إلى المرتفعات رفقة عائلاتهم أو أصدقائهم، معتبرين أن ”هذه الفرصة لا تتكرر في أغلب الأحيان وأن لا شيء يمنع من التنقل إلى أعالي الجبل للمرح وسط الثلوج التي طال انتظارها منذ عدة أسابيع”. ويذكر أن علامات السرور كانت بادية على وجوه هؤلاء المواطنين الذين لجأ البعض منهم إلى خدمة الناقلين الخواص حتى لا يحرموا أنفسهم من ”التمتع بجمال الطبيعة”. تجدر الإشارة، من جهة أخرى، إلى أن تعطل النقل بواسطة ”التلفريك” منذ ما يزيد عن سنة حرم العديد من السكان من ”مشاهدة الثلوج بالمرتفعات”، حيث صرحوا في هذا الشأن أن وسيلة النقل هذه ”كانت تسمح لأغلبية السكان بالتنقل إلى الشريعة كون التلفريك ”يضمن النقل” بسرعة و بأقل تكلفة. كما تساقطت أولى ثلوج الشتاء، صباح أمس الثلاثاء، بالعديد من مناطق ولاية قسنطينة صانعة فرحة القسنطينيين لاسيما الفلاحين الذين كانوا يخشون أن يكون هذا الفصل جافا. وأثارت هذه الثلوج -التي رافقتها موجة برد قارس وأمطار تساقطت على فترات والتي مست على وجه الخصوص أعالي المنطقة ووسط عاصمة الولاية- إعجاب الجميع. وتغطت المدينة الجديدة علي منجلي وحيا زواغي سليمان وجبل الوحش والمناطق القريبة من بلدية عين عبيد في منتصف الصبيحة بطبقة رقيقة من الثلج حيث قدمت مشهدا شتويا رائعا. واستنادا لمسؤولي مديرية الأشغال العمومية والدرك الوطني فقد تم اتخاذ جميع الترتيبات اللازمة من أجل مواجهة أية انعكاسات قد ترافق هذا النوع من الاضطرابات الجوية لاسيما في مجال إزالة الثلوج عن محاور الطرق. ومن جهة أخرى، أوضحت مصالح الأرصاد الجوية الوطنية أنه من المحتمل تساقط كميات أخرى من الثلوج اليوم وغدا على قسنطينة ولكنها منتظرة بشكل أكبر على مرتفعات جبال الأوراس. وبالبيّض، خلف تساقط أولى الثلوج بالولاية، منذ ليلة أول أمس الإثنين إلى الثلاثاء، ارتياحا في أوساط الفلاحين والموالين بهذه المنطقة خاصة بمنطقة ذراع لحمر وقرية الحوض والثنية بالمناطق المتاخمة لعاصمة الولاية. وقد بلغ سمك الثلوج المتساقطة عبر إقليم ولاية البيض حدود 8 سم في القمم الجبلية خصوصا عبر ضواحي بلديات البيض وإستيتن وبوعلام، كما ذكر مسؤول المحطة المحلية للأرصاد الجوية المهندس بوسماحة عبد المجيد. وقد أثرت هذه التساقطات الثلجية رغم محدوديتها على حركة المرور خلال الساعات الأولى من صباح هذا اليوم بالطريق الوطني رقم47 في جزئه الرابط بين ولايتي البيض والأغواط الذي سجلت به صعوبة في السير على مستوى منطقة ”لقرمي” الواقعة على بعد حوالي 10 كلم بالمخرج الشرقي لعاصمة الولاية كما أوضحت من جهتها مصالح الدرك الوطني. وسمح تدخل آليات قطاع الأشغال العمومية بإزالة كميات الثلوج من على هذا المحور لضمان سيولة المرور. وبدورها سجلت مصالح الحماية المدنية بالبيض حادث انحراف شاحنة عن مسارها بعد انزلاقها على مستوى الطريق الوطني رقم 111 الرابط بين ولايتي البيض وتيارت والذي لم يسفر عن أي خسائر في الأرواح. وأدى تساقطت الثلوج بكميات غزيرة على ولاية سطيف لاسيما بجزئها الشمالي إلى قطع عدة محاور منها طرق وطنية حسبما علم مصالح من الدرك الوطني. وأدت طبقة الثلوج التي بلغ ارتفاعها -استنادا لمصالح الأرصاد الجوية الوطنية- 20 سنتيمترا بالمناطق الجبلية إلى عرقلة حركة السير لاسيما بالطرق الوطنية رقم 76 الرابط بين سطيف وبرج بوعريريج عبر قنزات ورقم 74 بين سطيف وبجاية عبر بني ورتيلان ورقم 75 بين سطيف وبجاية بأعالي تيزي براهم وآيت نوال مزادة ورقم 137 بين عين الكبيرة وبابور ورقم 137-أ بين تيزي نبشار ووادي البارد ورقم 141 بين عين ولمان وبرج بوعريريج. كما صارت حركة المرور مستحيلة على عديد المحاور الثانوية مثل الطريق البلدي الرابط بين آيت تيزي ببوعنداس وأعالي سوق الاثنين والطريق البلدي رقم 6 بدشرة بوينان والطريق الولائي رقم 103 على مستوى منطقة وادي المالحة الصغيرة تقول نفس المصالح التي دعت إلى التحلي ب«الحيطة والحذر الشديد” على جميع المحاور الجبلية. وفي أعقاب هذه التقلبات الجوية، انتشرت الحماية المدنية على 6 نقاط بأعالي ولاية سطيف، حيث تم تسخير كل فريق بشاحنة و12 عنصرا وسيارة إسعاف، وفقا لما صرح به رئيس الوحدة الرئيسية لهذا السلك النظامي، السيد عبد العزيز بويمة. وكشف السيد بويمة عن أن هذا الانتشار تم بالتنسيق مع مصالح مديرية الأشغال العمومية ومصالح البلديات، حيث تبقى الحماية المدنية في ”اتصال دائم” معهم. كما شهدت ولاية باتنة اضطرابات جوية مماثلة وتساقطا للثلوج ولكنها أقل كثافة، حيث قطع محوران للطريق بسبب تراكم الثلوج وهما الطريق الوطني رقم 77 بين باتنةوسطيف بأعالي تافرنت والطريق الوطني رقم 87 بين باتنة وبسكرة على مستوى مشتة ثنية الرصاص.