ماتزال بعض الطابوهات تقف في وجه التحسيس والوقاية من السيدا رغم المجهودات في صد هذا »الغول« المتربص بمجتمعنا والمعروف ان عمليات التحسيس تقف وراءها في الغالب الحركة الجمعوية التي ساهمت وبشكل كبير في كسر بعض تلك الطابوهات إذ لا يختلف اثنان حاليا حول مجال التوعية بهذا الداء الذي أحرز تقدما كبيرا واضحى الحديث عن السيدا مغايرا تماما لما كان عليه قبل عقدين. ويبرز الدور الكبير للحركة الجمعوية في مجال مكافحة الامراض المنقولة جنسيا والسيدا في مجال التحسيس والعمل الجواري وكذا من خلال النشاطات المكثفة باقتراب كل موسم صيفي، حيث تعمد الى تنظيم قافلة الشواطئ التي تجوب مختلف المناطق الساحلية لتحسيس المصطافين بخطر الامراض المتنقلة جنسيا والسيدا، يتم خلالها توزيع الواقيات مجانا وكذا مطويات اعلامية بماهية السيدا وأسباب الاصابة بهذا الداء وطرق الوقاية منه وخلال لقاء نظمته وزارة الصحة بالتنسيق مع المكتبة الوطنية ولدعم من الصندوق العالمي لمكافحة السل والملاريا والسيدا والذي جاء تحت عنوان »المرافعة من أجل مكافحة السيدا« تم التركيز على المجهودات التي تبذلها الحركة الجمعوية للتصدي لهذا الداء، ومنها تنظيم قافلة الشواطئ التي تجوب مختلف الولايات الساحلية لتحسيس المواطنين ولا سيما الشباب خلال هذا الموسم المعروف بالسياحة والاستجمام. وتركز هذه القافلة حسب ما جاء في اللقاء هذا العام على تغيير سلوكات الاشخاص بعد ان خصصت السنوات الفارطة لشرح طرق انتقال المرض وتنظم على سبيل المثال هذه القافلة التحسيسية التابعة لهيئة فورام هذه الصائفة بولايات تيزي وزو، عين تموشنت، وتيبازة وتطوق مختلف الشواطئ والفنادق ومراكز إيواء الشباب. كما ينتظر ان تنظم جمعية النجم الثقافي لمدينة اقبو بولاية بجاية قافلة شواطئ تحت عنون »إعلام الشواطئ« وتتنقل الى الاماكن الحساسة الاكثر عرضة للمرض من اجل توزيع الواقيات. وبحسب الملاحظات المسجلة لهذه الجمعيات العاملة في مجال مكافحة السيدا في الميدان ان بعض الفئات المستهدفة تجهل هذا الداء بحيث ترى بأنها غير معرضة للمرض. من جهة أخرى ما يزال الحديث عن الكشف المسبق عن فقدان المناعة المكتسبة »السيدا« يعتبر أهم نقطة في مكافة هذا الداء وكسر سلسلة العدوى، ويكتسي الكشف المسبق، حسب تصريح البروفسور عبد الوهاب ديف لواج مؤخرا، أهمية في متابعة المرضى طبيا وعلاجيا مضيفا أن هذا الكشف لايتم بشكل تلقائي من قبل من تعرضوا لخطر الاصابة بالرغم من كون هذه العملية مجانية ب54 مركزا وطنيا للكشف المسبق عن داء السيدا. وتتحدث آخر إحصائيات مديرية الوقاية لوزارة الصحة عن وجود 3183 حاملا لفيروس السيدا منذ 1985 الى غاية الثلاثي الاول من 2008 و860 مصابا بالسيدا ومن المنتظر ان يصل عدد مراكز الكشف الى 60 مركزا مع نهاية 2008. للإشارة فإن اللقاء الذي يحمل شعار »مكافحة السيدا مسألة الجميع« والذي احتضنته المكتبة الوطنية بالعاصمة ايام 16 و 17 جوان الجاري سطر له هدف تعزيز جهود الجزائر في ميدان مكافة السيدا من خلال تشجيع عمل مستمر والالتزام المتواصل للمجتمع برمته بهذه المسألة.