قامت جمعية »إيدز الجزائر« مؤخرا بكسر طابو الحديث عن مرض السيدا، وتحسيس المواطن خاصة الشباب بمخاطر الإصابة به، عن طريق التوجه المباشر إلى الجمهور الواسع، بإيصال المعلومة الدقيقة له، بمعرض الجزائر الدولي، لتتوجه وللمرة الرابعة على التوالي إلى مختلف الفئات الاجتماعية، مغتنمة فرصة إقبال الجمهور على المعرض لمدة 5 أيام كاملة. وقد عرف جناح جمعية »إيدز الجزائر«، زيارة العديد من المواطنين منهم الشباب خاصة، والذين سعوا للحصول على استفسارات حول هذا المرض، وكيفية الوقاية منه، وما يجب القيام به في حالة الإصابة، إلى جانب سؤالهم عن المراكز المخصصة للكشف الطوعي المجاني، وجندت الجمعية لهذا الغرض بعض الشباب المتطوعين والذين كانوا منتشرين في مختلف أرجاء المعرض، من أجل إيصال المعلومة المفيدة إلى معظم المواطنين وإبراز كل ما يتعلق بهذا الداء الفتاك. يقول عثمان بوروبة مسؤول الجناح وأحد المسؤولين في جمعية إيدز الجزائر: »أغتنم الفرصة لأتقدم بالشكر لمدير المعرض، الذي وبمجرد أن طلبنا منه تخصيص جناح للجمعية وافق دون أي تردد، لقد أردنا بمشاركتنا في هذا المعرض أن نصل إلى كل الشرائح الاجتماعية، لتوصيل المعلومة اللازمة إلى الزائرين حول داء السيدا، ومخاطره وسجلنا إقبالا كبيرا للمواطنين فمنهم من يطلب التعريف بهذا المرض، ومنهم من يسأل عن كيفية الوقاية منه ومنهم من يسأل عن طريقة انتقاله، وهناك أيضا من المواطنين من لم يعجبهم هذا الجناح، لأنهم يظنون أننا نشجع الشباب على الممارسة الجنسية«. وقد اعترف معظم المواطنين الذين تحدثنا إليهم من زوار هذا الجناح أن هذه المبادرة طيبة ومن شأنها رفع بعض اللبس عن فيروس السيدا، والذي يبقى من الطابوهات لدى معظم الجزائريين، ويقول (عمر. ل) طالب جامعي: »صراحة لم نعتد على مثل هذه الأجنحة في كل المعارض، وهذا أمر إيجابي، حيث تمكنت من التعرف على الكثير من الأمور المتعلقة بالسيدا، والتي كنت أجهلها من قبل« ولم يخف زميله أيضا (نور الدين. ب) رضاه عن هذه المبادرة، مؤكدا: »أظن أنه لا بد من كسر مثل هذه الطابوهات لاسيما وأن الأمر يتعلق بفيروس يصيب الإنسان، لهذا أشكر جمعية إيدز الجزائر على هذه المبادرة وأتمنى أن يتوسع مجال نشاطها أكثر«. و الملاحظ هذا العام حسب ما أكده المشرفون من جمعية »إيدز الجزائر« مقارنة بالأعوام الماضية هو انفتاح الفرد الجزائري، وتفهمه ومحاولته الحصول على كل المعلومات، دون أن تعترضه ذهنية الطابوهات. ونحن من جهتنا لاحظنا أن إحدى الفتيات قامت بتقديم واق جنسي لشاب كان برفقتها، وحتى وإذا كان ذلك غير مسموح به في ديننا وعرفنا، إلا أنه كما يقول عثمان بوروبة »لا يمكن أن نمنع أيا كان من الناس من ممارسة العلاقات الجنسية، إذ لا يمكن مراقبتهم، وما يمكن لنا أن نفعله هو أن نوصي بالعفة والامتناع عن هذه الأمور المشبوهة والمحرمة دينيا، لكن من جهة ثانية نقدم أساليب الوقاية اللازمة، حتى لا نصل إلى ضرورة العلاج«. هذا الأمر لم يتقبله بعض المواطنين الآخرين، الذين وبمجرد وقوفهم أمام الجناح ورؤيتم للواقيات الجنسية حتى انصرفوا بسرعة، وهناك منهم من يوجه تعليقاته إلى أعضاء الجمعية، وتقول المنشطة مادي : »تواجدنا في معرض الجزائر الدولي، يعد اتصالا مباشرا بالشباب، حتى نوصل إليهم كل المعلومات الخاصة بهذا الفيروس، فنحن شباب ونتفاهم بسرعة دون أية عقد، لأنه بإمكاننا الحديث عن كل الأمور دون أي مشكل، فالبعض أكدوا لنا رضاهم عن هذا الجناح، لكن هناك من وجهوا لنا تعليقات، وهذا لا يزعجنا أبدا مادمنا نحاول إيصال المعلومات للجميع دون طابوهات«، كما تضيف زميلتها الآنسة قرقور أمينة: »هناك تفهم كبير من طرف بعض الناس، لكن هناك بالمقابل من يرون أنه طابو لا يمكن الخوض فيه، ويقولون بأننا نشجع الشباب على ممارسة الجنس وهم لايعلمون أننا بصدد زرع الوقاية وتحسيس المواطن بمخاطر هذا الفيروس«. للعلم فإنه بعد أن كان العمل الذي تقوم به جمعية »إيدز الجزائر« يتم على مستوى الجماعات الفاعلة والمؤسسات المختلفة، فهي تتجه الآن إلى كل الفئات الاجتماعية والجمهور الواسع، حيث تواصل عملها التحسيسي على مستوى الأحياء، وهو ما عبر عنه عثمان بوروبة بالقول »قمنا بالتوعية في الأسواق أيضا خاصة في الولايات الداخلية للبلاد، لأن هدفنا الأول هو الحد من الإصابة بهذا المرض القاتل«.