ثمّن ممثلو الصندوق العالمي لمكافحة أمرض السل والملاريا والسيدا دور الحركة الجمعوية الجزائرية في مكافحة السيدا وكسر بعض الطابوهات التي لازالت تقف في وجه التحسيس والوقاية وركزوا على المجهودات التي تبذلها الحركة الجمعوية للتصدي لهذا الداء. كما أكد البروفيسور كمال آيت أبيلي أخصائي في الأمراض المتنقلة جنسيا انخفاض نسبة تنقل الداء بالجزائر إلى 1.0 بالمائة. في عرض له لتطور التكفل بداء السيدا بالجزائر، كشف البروفيسور كمال آيت أوبيلي من المعهد الوطني للصحة العمومية أن نسبة انتشار المرض في الجزائر جد منخفضة مقارنة بالدول الإفريقية والمغاربية الأخرى. وأرجع هذا الانخفاض إلى وقوف العلاقات الجنسية غير المحمية وراء انتشار الفيروس بالجزائر من جهة وإلى تبني الدولة إستراتيجية وطنية لمكافحته من ناحية أخرى. مكافحة السيدا بالجزائر اتخذت منعرجا حاسما منذ تشخيص أول حالة سنة ,1985 أوضح البروفسور، حيث تم مباشرة في 1986 إعداد البرنامج القصير المدى الاستعجالي والذي اتبع بإقامة المختبر الوطني المرجعي واللجنة الوطنية لمكافحة الفيروس، والبرنامج المتوسط المدى الأول والثاني، والمراكز المتخصصة في علاج المصابين، العمل على تجسيد النشاطات التي تدخل في الخطة التي يمولها الصندوق العالمي لمكافحة أمرض السل والملاريا والسيدا. أما عن الشريحة العمرية المصابة فيتجاوز سنها 20 سنة عبر كامل التراب الوطني فلم يتم تسجيل نسب إصابة أكبر في إحدى الولايات أكثر من غيرها، ومن بين عوامل المشجعة على انتشاره بين الجزائريين بعد أن أصبح انتقاله محليا بين أبناء وبنات الوطن، ذكر آيت أوبيلي الموقع الجغرافي للجزائر، الهجرة الداخلية والخارجية، احتراف الجنس من قبل بعض الجماعات وعدم استعمالها الواقي، وتناول المخدرات عبر الحقن، تراجع الوازع الديني والتقاليد. وأشاد البروفيسور آيت أوبيلي بدور القطاعات العمومية في مكافحة الداء كوزراة الشؤون الدينية من خلال تكوين الأئمة ووزارة التربية الوطنية، التعليم العالي والبحث العلمي، التضامن الوطني،الإعلام والاتصال وكذا الجمعيات والمجتمع المدني بصفة عامة. من بين النشاطات التي يقوم بها المجتمع المدني خلال هذه الصائفة يذكر تنظيم قافلة الشواطئ التي تجوب مختلف الولايات الساحلية لتحسيس المواطنين ولا سيما الشباب خلال السياحة والاستجمام. وتعتبر المؤسسة الوطنية من أجل ترقية الصحة وتطوير البحث من بين الجمعيات النشطة في مكافحة السيدا بتنظيمها كل سنة قافلة الشواطئ التي تركز هذا العام على تغيير سلوك الأشخاص بعد أن خصصت السنوات الفارطة لشرح طرق انتقال المرض، فمن المنتظر أن تنظم نفس المؤسسة خلال هذه الصائفة قافلة الشاطىء المتمثلة في أيام تحسيسية بولايات تيزي وزو وعين تموشنت وتيبازة تطوف بمختلف الشواطئ والفنادق ومراكز إيواء الشباب. وتعتبر جمعية النجم الثقافي لمدينة آقبو بولاية بجاية من الجمعيات الأخرى الرائدة في مجال مكافحة السيدا حيث برمجت قافلة الشواطئ للسنة الثالثة على التوالي تحت عنوان ''إعلام الشواطئ'' وتتنقل الجمعية إلى الأماكن الحساسة والأكثر عرضة للمرض من أجل توزيع الواقيات.