أكد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أنه لايمكن "التلاعب بمكتسبات الجزائر"، وعلى رأسها الاستقرار والأمن اللذان تنعم بهما البلاد منذ 15 سنة بفضل إنجازات رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، لاسيما المصالحة الوطنية. وإذ دعا إلى المحافظة عليها وعدم ترك المجال أمام أي فتنة، فإنه اعتبر أن المساس بالمكتسبات وتجاوز "الخطوط الحمراء" أمر غير مسموح به. وقال السيد سلال، أمس، في خطاب ألقاه خلال لقائه بممثلي المجتمع المدني لولاية ميلة في إطار الزيارة التفقدية التي قادته إلى هذه الولاية الواقعة شرق البلاد، إن نية الرئيس بوتفليقة والحكومة "واضحة كل الوضوح" واتجاهها "واحد" وهو "بناء جزائر قوية مهما كلفنا الثمن أحب من أحب وكره من كره".وأعطى الوزير الأول معالم هذا الاتجاه الذي يدخل في إطار استمرارية الإنجازات التي تمت لحد الان، "فمن غير المنطقي عدم الاعتراف بما أنجز خلال ال15 سنة الفارطة"، كما قال، مضيفا في هذا السياق "لقد كنا وأصبحنا". فبعد تذكيره بويلات الإرهاب الذي عاشته الجزائر في العشرية السوداء، أشار إلى أنه يمكن التغلب على كل الصعاب بشرط الحفاظ على الوحدة الوطنية ووحدة الشعب بالخصوص. فمن يروج لما يسمى بالربيع العربي، يرد عليه الوزير الاول بالقول إن "أيام الجزائر كلها ربيع... ربيع المودة والمحبة، ربيع الامن والاستقرار، ربيع العلم والمعرفة، ربيع البناء والازدهار وربيع العدالة والمساواة". والعزم كل العزم هو "مواصلة هذه المسيرة" لتحسين الاوضاع بالبلاد وعدم الرجوع إلى الوراء وتدارك النقائص التي اعترف السيد سلال بوجودها. ومن أجل ذلك، فإن المطلوب هو "عدم الاختلاف على مصير البلاد" بالرغم من وجود اختلافات في الرؤى السياسية. فالأيام المقبلة –كما أشار- ستكون "محورية في مسيرة الجزائر الثابتة نحو التقدم والعصرنة". كما يتطلب الأمر استكمال برامج التنمية وتواصل جهود الدولة للقضاء النهائي على ازمة السكن وظاهرة البطالة وتدعيم المكاسب الاجتماعية التي ستتمسك بها الحكومة باعتبارها نابعة من بيان أول نوفمبر. اقتصاديا، فإن أهم الإنجازات التي يتم السعي إليها هي إخراج الاقتصاد الجزائري من تبعيته للمحروقات والتحول نحو الانتاج لخلق الثروات ومناصب العمل، مع إيلاء الأهمية القصوى للشباب والطلاب الذين قال الوزير الاول إنهم "كنز المستقبل". وفي شق الحوكمة، وعد السيد سلال ببذل كل المجهودات اللازمة لتحسين الخدمة العمومية ومحاربة البيروقراطية والفساد وترسيخ مبادئ الديمقراطية والعدالة من خلال "تكريس حرية التعبير وفتح مجال السمعي البصري وتدعيم الصحافة العمومية والخاصة ومواصلة الاصلاحات في قطاع العدالة".إنه "المشوار الذي يجب أن نتبعه لاتمام الإنجازات، إنها ورشة كبرى في مستوى تطلعات شعبنا"، قال الوزير الأول الذي دعا "جميع الجزائريين" باختلاف توجهاتهم السياسية إلى المشاركة في تجسيدها، معتبرا ذلك "شرفا عظيما"، ومعبرا عن اقتناعه بأن "صناعة مستقبلنا يجب أن يشارك فيه الجميع". في سياق متصل، تحدث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أن لكل توجهاته، لكن الممنوع هو المساس ب«المكاسب وتجاوز الخطوط الحمراء". وأكد أن نية الحكومة صادقة في ضمان غد أفضل للجزائريين وهي صادقة كذلك في النجاح في ذلك. على صعيد آخر، أشاد الوزير الأول بولاية ميلة وبتاريخها. مشيرا إلى أن زيارته لها فرصة للتعريف بها وبتاريخها الممتد لأكثر من 21 قرنا. وقال إن القليلين يعرفون بأن أول مسجد بني في شمال افريقيا كان مسجد "أبو مهاجر دينار" بميلة (سنة 59 للهجرة). كما أن المدينة معروفة بثروتها المائية التي لاتنضب، لذا لم يكن مستغربا أن تحتضن أكبر سد بالجزائر، كما لاحظ الوزير الاول الذي تحدث عن عين لبد التي تنبع منها المياه منذ 17 قرنا دون توقف، مضيفا أن ثروات ميلة هي كذلك في رجالها الذين قدمتهم قربانا لحرية الجزائر واستقلالها من أمثال بوصوف وبن طوبال والآلاف من الشهداء.