أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس، أنه لا يمكن الاختلاف على مصير البلاد مهما تباينت القناعات والمواقف السياسية، وقال أن هناك مكاسب وخطوط حمراء ممنوع تجاوزها خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، داعيا إلى الحفاظ على المنجزات المحققة في ال15 سنة الماضية. بعد وقوفه رفقة السلطات المحلية ومنتخبي وممثلي المجتمع المدني للولاية، وقفة ترحم على أرواح ضحايا الطائرة العسكرية، غاص الوزير الأول عبد المالك سلال، في تاريخ ميلة، التي يجهل كثير من الجزائريين أنها قائمة منذ 21 قرنا، ومهد أول مسجد بني في شمال إفريقيا قبل 17 قرن (مسجد أبو مهاجر دينار)، وقال أنها» منطقة الثقافة والحضارة والأصالة، وولاية مجاهدين أشاوس أمثال عبد الحفيظ بوالصوف ولخضر بن طوبال»، وشكلت مكانتها التاريخية مصدر الاهتمام والعناية التي يوليها لها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، يؤكد الوزير الأول . وعرج في كلمته بعدها على أهمية «نعمتي الأمن والاستقرار وقيمة السكينة والطمأنينة»، وقال «الجزائر خرجت من النفق المظلم وطوت سنوات الخدمة الوطنية بفضل وقفة الشعب وتضحيات الرجال وسياسة المصالحة الوطنية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة». وأكد على امتلاك البلاد لجميع المقومات للتغلب على الصعاب، شرط الحفاظ على الوحدة الوطنية ووحدة الشعب، بعد النجاح في تخطي مرحلة مظلمة من تاريخ الجزائر الحديث، وملامسة مكاسب هامة لا تقبل التلاعب بها، وسجل» عرفنا ويلات الإرهاب ونحن اليوم في جو أخوي يسود البلاد ولابد أن أقول بقوة أنه لا يمكن التلاعب بمكاسب الجزائر». ورد الوزير الأول، على المروجين لما يسمى بالربيع العربي، بالتأكيد على أن أيام بلادنا ستكون كلها ربيع للأمن، المودة، المحبة، الاستقرار، الأمن، العلم، البناء والازدهار وربيع العدالة والمساواة الاجتماعية. وأكد سلال نية الدولة على مواصلة مسيرة العمل لإيصال البلاد إلى مرحلة أحسن وأكثر تطورا، داعيا إلى القاء نظرة إلى الخلف، والتمعن في «حالنا سنوات التسعينات ومقارنته بما نحن عليه اليوم بعد 15 سنة من البناء والتشييد واسترجاع الأمن في جميع أرجاء الوطن»، وأشار إلى واحدة من أهم المكتسبات المحققة المتمثلة في استرجاع الجزائري هيبته واحترام العالم له، من المسؤول إلى المواطن البسيط، معبرا عن فخره بما تحقق وواصفا «بغير المقبول ولا المنطقي عدم الاعتراف بمنجزات عقد ونصف».مشددا في السياق على الحفاظ عليها وعدم إعطاء أية فرصة للفتنة. ودعا سلال إلى أهمية الوعي بالمصالح الكبرى للبلاد ومصيرها وقال « قد نختلف سياسيا ولا يمكن أن نختلف في مصير البلاد» واقسم أن الجزائر لن ترجع كما كانت عليه أمس، وان الأيام القادمة ستكون محورية في مسيرة الدولة الثابتة نحو التقدم والعصرنة لأنها ستشهد استكمال برامج التنمية، وشدد في سياق حديثه عن الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أفريل المقبل على حرمة تجاوز الخطوط الحمراء أو محاولة المساس بالمكاسب الوطنية تحت أي مبرر، وقال أن ذلك ممنوع ومحكوم علينا بالحفاظ على مصير بلادنا وأولادنا وتطويرها. وعرج بعد ذلك ذات المسؤول على الجانب الاجتماعي، مفيدا «أن الدولة ستواصل جهودها للقضاء على أزمتي السكن والشغل وتثمين المكاسب الاجتماعية التي لن تتخلى عنها وهو مبدأ لا رجعة فيه «واعدا في الجانب الاقتصادي «بتقليص تبعية الاقتصاد الوطني للمحروقات لأنها لن توصلنا إلى بر الأمان إذا لم تتغير أمورنا من الجانب الاقتصادي»، مجددا نية الدولة «في إنجاز تحولات نحو الإنتاج وخلق الثروة والمناصب المستدامة للشباب وخريجي الجامعات» وقال أن ثروة الجزائر هي 1400 طالب يدرسون في الجامعة وليس البترول. وفيما يتعلق بالحوكمة، أكد الأول عبد المالك سلال، أن الدولة تعمل على تحسين الخدمة العمومية ومحاربة البيروقراطية والفساد وتعميق مبادئ الديمقراطية والعدالة من خلال تكريس حرية التعبير وانفتاح السمعي البصري وتدعيم الصحافة العمومية والخاصة ومواصلة الإصلاحات في قطاع العدالة.