بلاشك فإن إضراب نقابات قطاع التربية داخل أسبوعه الرابع، وبالتالي يصبح الجميع أمام حتمية التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالمجتمع لابد أن يتحرك وفي المقدمة أولياء التلاميذ إن كانوا يخشون على مصير أبنائهم الذين قد يضيعوا، بل يمكن القول أنهم ضيعوا السنة الدراسية الحالية، بسبب تغليب وتفضيل مصالح ضيقة وخاصة على المصلحة العامة. اليوم، بعد أن بدأنا نشم رائحة السنة البيضاء، لم يعد هناك حديث عن الدعوة إلى الحكمة والتعقل لأن عشاق الاضراب يبدو أنهم لا يفقهون هذه اللغة، ففلذات أكبادنا يضيعون بسبب تمسك البعض بما يديم الإضراب ويشل الدراسة حتى ولو كانت قشة، ولم يعد هناك وقت للوقوف متفرجين أمام ما يحدث وما يمكن وصفه ب«الجريمة” في حق التلاميذ بمنعهم من حقهم الدستوري في التعليم. قد لا يعجب هذا الموقف الكثير من المنتسبين لقطاع التعليم، لكننا نؤكد أننا كنا ولا زلنا نحترم الذين علمونا ونبجلهم ونرفع لهم راية الاعتراف والتقدير، أما الذين تخلوا عن نبل الرسالة التعليمية ونزعوا مئزر المعلم ورهنوا مصير التلاميذ فأولئك هم المقصودون. فالكل يجمع اليوم على أنه مع دخول الإضراب أسبوعه الرابع فإنه يستحيل استدراك الدروس مما يحتم تأجيل الامتحانات وهو ما يعني ضياع عام دراسي للتلاميذ، وكل المسؤولية تقع على دعاة الإضراب الذين لم يعودوا يفقهون لغة أخرى سوى الاضراب، والمسؤولية الأخرى تقع على الوصاية التي عليها تطبيق القانون بكل صرامة من أجل إنقاذ قطاع التعليم ككل وليس مصير التلاميذ فحسب، ووضع حد للمساومات والابتزاز على حساب العام الدراسي. فقد بلغ السيل الزبى، وعلى أولياء التلاميذ أن يتحركوا من أجل إنقاذ أبنائهم وتحريرهم من قبضة الذين يتشدقون بمصلحة التلميذ وهم في الحقيقة يصنفونها في أسفل المراتب من قائمة مصالحهم الضيقة.