تسجل نوادي الرقص إقبالا واسعا من طرف السيدات اللواتي يولين اهتماما كبيرا بلياقتهن البدنية التي يعتبرنها من أولويات الحياة، خاصة اللائي تجاوزن منهن سن الأربعين، حيث يجدن في صالات الرقص الإيقاعي ملاذهن من خلال التنفيس عن الذات وتحريك الدورة الدموية من خلال حركات الرقص الرياضية. رغم اختلاف أنواع الرقص الممارس، يبقى هدف هذه الفئة البحث عن الرشاقة، خاصة بعد الولادة، هذا ما أشارت إليه الآنسة نسيمة.س مدربة في الرقص الإيقاعي بإحدى قاعات الرياضة بباب الزوار، حيث تقول: “هذه الرياضة تستهوي النساء لسهولة ممارستها، إذ لا تتطلب مجهودا كبيرا على خلاف الرياضات الأخرى”. فالرياضة “الرقصية” ترفع من نسبة الشعور بالسعادة، وترسم الابتسامة على وجوه ممارسيها، ولاحظت أن النساء اللائي أدربهن على الرقص الإيقاعي يدخلن الحصص مفعمات بالحيوية والنشاط، وعاد الأمر بالإيجاب على حياتهن اليومية، وهذا ما يتكرر على لسان السيدات في آخر الحصة، حيث يعبرن عن شغفهن في الالتحاق بالحصص القادمة”. تسعى بعض السيدات من وراء القيام بحركات رياضية إلى إنقاص أوزانهن وشد عضلاتهن المترهلة، لاسيما بعض بلوغ سن الأربعين، بفضل الوعي الصحي الذي انتشر في المجتمع خلال السنوات الأخيرة، وقناعة معظمهن من أن السمنة تؤدي إلى الإصابة بأمراض عديدة، لاسيما السكري، الكوليستيرول والضغط الدموي، إلى جانب اللواتي أنجبن وأثقلت السنون كاهلهن وظهرت علامات الإرهاق على عضلاتهن. تقول المدربة نسيمة في هذا الصدد: “تتطلع بعض النساء من وراء هذه الرياضة إلى كسر الروتين والخروج عن المألوف، من خلال الالتحاق بالصالة بمعدل يومين على الأقل في الأسبوع للقيام ببعض الحركات الرياضية التي تساعدهن على إيجاد الراحة النفسية والجسدية”. تتم رياضة الرقص داخل صالات مجهزة بآلات رياضية عن طريق القيام بإحماءات وتسخين العضلات، ثم تنتقل النساء إلى اتباع خطوات المدربة حسب الإيقاع الموسيقي الذي يسمع، وتختلف الأزياء من رقصة إلى أخرى، تكون عامة خفيفة ومريحة لتحقيق الانسيابية في الحركات. تتعدد الرقصات الممارسة على غرار التونغو الأرجنتيني أو الرقصة الإفريقية “السونغا” أو الرقص الشرقي، علما أن كل واحدة تختار الرقصة القريبة من شخصيتها، على غرار المرأة الخجولة، الجريئة، المثيرة، الكلاسيكية أو المفعمة بالحيوية أو البطيئة، فالرقص يعزز الثقة في النفس ويشعر المرأة بالحرية. وتقبل بعض الفتيات على التسجيل بقاعات رقص “الصلصا” التي تشترك فيها مع رجل لتعلم بعض الخطوات التي تتفنن المدربة في تلقينها لهن. وحسب رائدة من مجموعة “الصلصا” بمركز التدريب بأودان، وسام.ع، متمرسة حديثة قالت: “التحقت بالمجموعة بعد نصيحة صديقتي البارعة في هذه الرقصة التي تعلمتها بمدرسة مختصة في إسبانيا”. أشارت وسام إلى أنه يتم التدريب في البداية على الحركات البدنية الأساسية، ثم بالتدريج تعليم الرواد كيفية الاستماع لإيقاعات الموسيقية وموازنة حركة الجسم معها بحركات دقيقة ومحسوبة. يتم تصنيف المتمرسات إلى ثلاث فئات؛ الأولى للمبتدئات، الثانية للمتوسطات والثالثة للمتقدمات في المستوى.