أكّدت المخرجة المسرحية، ليندا سلام، أنّ العمل المسرحي ”إنقاذ الفزاعة” كاد أن يسقط في الماء بسبب مجموعة من الصعوبات التي واجهت إنجازه من النواحي المادية والمعنوية، لكنّها استطاعت أن تجد الحلول وتخرج المسرحية الموجّهة للأطفال، إذ يرتقب عرضها شرفيا بعد غد الجمعة بالمسرح الوطني. قالت ليندا سلام، مخرجة مسرحية ”إنقاذ الفزاعة” لمؤلفها يوسف بعلوج، إنّ إخراج مسرحية من إنتاج المسرح الوطني الجزائري في الوقت الراهن يعدّ إنجازا في حدّ ذاته، كاشفة أنّ بيت ”بشطارزي” يمرّ بظروف صعبة وخاصة من الناحية المادية، فالمشكل المالي في إعداد سينوغرافيا ”إنقاذ الفزاعة” رهن العمل في العديد من المرات ليتوقّف عن التنفيذ ثمّ ما لبث حتى عاد الطاقم للاشتغال عليه من جديد. وتطرّقت المخرجة خلال الندوة الصحفية التي نشطتها، أمس بالمسرح الوطني ”محي الدين بشطارزي”، للعوامل النفسية التي عرفتها، إذ قرّرت أن تتوقّف عن إخراج المسرحية بعد وفاة شيخ المسرحيين أمحمد بن قطاف الذي أوكل لها مهمة إخراج العمل، وقالت ”في البداية قرّرت أن أوقف العمل، ما الفائدة من إخراج المسرحية وبن قطاف قد غيّبه الموت”، وأردفت ”ثم عاودت التفكير وقرّرت أن أنهي العمل تكريما لذكراه خاصة وأنّها آخر مسرحية أنتجت في عهد الفقيد وشرف لي أن أقدّم العمل يوم الجمعة”.وأكّدت المخرجة أنّ النص المسرحي أدخلت عليه تغييرات على مستوى الشخصيات والسينوغرافيا وتقسيم المشاهد، وذلك بعد موافقة الكاتب، وبخصوص الديكور قالت ليندا سلام أنّها اضطرت لأن تضع ديكورا واحدا مناسبا عوض ديكورين يتطلبهما النص، وذلك لدواع مادية وفضّلت العمل بناء على الإمكانيات التي يوفّرها المسرح الوطني. وأضافت أنّ الأغاني والموسيقى المرافقة للعمل منسجمة مع النص انسجاما موفقا بفضل الموسيقي مراد كشود والكوريغرافيا التي تكفّل بها محمد نعمان، وذكرت أنّ السينوغرافيا أبدع فيها زوقار سفيان وجليل مهدي وأعدا ديكورا جميلا سيبهج الأطفال، أمّا الممثلون فيضمون اثنين من المسرح الوطني ويتعلق الأمر بحفيظة بن رازي وإبراهيم جاب الله والبقية طلبة من المعهد الوطني لفنون العرض ومهن السمعي البصري. وتعتبر ليندا سلام نفسها ممثلة وترفض لقب المخرجة كونها لم تدرس الإخراج، وإخراجها للمسرحيات هو نتاج خبرتها في التمثيل فقط، وعن فلسفتها في العمل أشارت إلى أنّ مسرح الطفل يسعدها أكثر من العمل لمسرح الكبار، وتعدّ الأطفال بمسرحية راقية بعيدة كلّ البعد عن الغلطة التي يقع فيها الكثير من المخرجين في تكريس التهريج والاستخفاف بعقول الأطفال الذين يحق لهم مشاهدة عرض مسرحي محترف هادف. من جهته، أوضح كاتب النص، يوسف بعلوج، أنّه لم يعترض على التغييرات التي وضعتها المخرجة، مشيرا إلى أنّها تعاملت بذكاء كبير مع النص والديكور، وقال أنّها أضافت شخصية الديك، وأعادت تقطيع المشاهد، حسبما تقتضيه عوامل التشويق والفرجة، وأكّد أنّ العمل سيقدّم باللغة العربية الفصحى البسيطة، واعتذر عن تحويلها إلى الدارجة.