أعلنت حركة الإصلاح الوطني أنها ستساند السيد علي بن فليس في رئاسيات 17 أفريل المقبل، داعية كل قواعدها النضالية لتجنيد كل مناضليها ووسائلها لتنشيط الحملة الانتخابية للمترشح، الذي اختارت الحركة مساندته بعد تطابق الكثير من مواقفها مع مواقفه، حسبما كشف عنه السيد جهيد يونسي رئيس الحركة. وأكد السيد يونسي أن قرار مساندة السيد بن فليس جاء بعد اللقاءات التشاورية المستمرة التي عقدتها الهيئة الوطنية التي نصّبها الحزب في ديسمبر الماضي، عقب اجتماع مجلس الشورى الوطني، والتي درست ثلاثة خيارات بخصوص موضوع الرئاسيات، وهي إما المقاطعة أو المشاركة بمترشح من الحزب، أو المشاركة في تحالف ثنائي أو متعدد الأطراف بمساندة مترشح آخر. وبعد لقاءات ماراطونية، يقول السيد يونسي، توصلت الهيئة لاتخاذ الموقف المعلن عنه في لقائها الأخير أول أمس. وأضاف السيد يونسي، في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر حزبه ببئر مراد رايس بالجزائر العاصمة، أن حركة الإصلاح اتفقت مع المترشح بن فليس حول عدة قضايا جوهرية سطرها المترشح في برنامجه، منها إرساء دعائم الدولة النوفمبرية كما أرادها الشهداء، الحفاظ على الثوابت الوطنية لضمان استمرار الأمة، إرساء نظام حكم ديمقراطي سليم دون إقصاء أو مفاضلة، العمل على إقامة العدل بين المواطنين وكذا الخروج من اقتصاد الريع وبناء اقتصاد متنوع منتج للثروة، يعتمد على ذكاء الجزائريين وخاصة فئة الشباب، والعمل على إعادة بعث المدرسة الجزائرية الأصيلة والمتفتحة، وتعزيز القدرة الشرائية للمواطن وحماية الفئات الهشة، حسبما جاء في بيان للحركة قرأه السيد يونسي. وفي دعوته لمناضلي حزبه لتنشيط الحملة الانتخابية لصالح المترشح الذي يساندونه، ألحّ السيد يونسي على ضرورة أن تكون هذه الحملة حضارية ونظيفة، بعيدا عن الصراعات؛ احتراما لأسس الديمقراطية ولباقي المترشحين. وذكر السيد يونسي بأن حركة الإصلاح ليست منغلقة على نفسها، بل تمد يدها لكل التكتلات والتحالفات التي تريد خدمة الجزائر والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان، ولا تقتصر تحالفاتها مع التيار الإسلامي فقط، غير أنها تقاطع كل الرؤى وكل التحالفات التي تضر بثلاث قيم؛ الدولة والشعب والإسلام، وهي القيم التي تشترطها حركة الإصلاح قبل الانخراط في أي تحالف، يضيف المتحدث. وفي رده على سؤال تعلّق بموقف حزبه من الرئاسيات المساند لبن فليس في الوقت الذي أعلن "حمس" و«النهضة" العضوان في تكتّل الجزائر الخضراء الذي تنتمي إليه حركة الإصلاح الوطني، مقاطعتهما للرئاسيات، أوضح السيد يونسي أن تكتل الجزائر الخضراء جاء خلال الانتخابات التشريعية. والهدف منه تقوية التيار الإسلامي في التشريعيات وداخل البرلمان. أما خارج هذا الإطار فكل حزب من الأحزاب الثلاثة حر في مواقفه، حسبما اتفقت عليه هذه الأحزاب. وفي هذا السياق، عبّر المتحدث عن موقفه حيال قرار أحزاب التيار الإسلامي وباقي الأحزاب التي فضّلت مقاطعة الانتخابات الرئاسية، حيث قال إنه لا يدافع عن موقف هذه الأحزاب، مشيرا إلى أن المقاطعة حق سياسي وديمقراطي، مضيفا أن هذه الأحزاب لها رأي يجب أن يُحترم، كما يجب أن يُفسح لها المجال للتعبير عن رأيها بكل ديمقراطية.